Nov 25, 2021 1:05 PM
أخبار محلية

بالصور-البابا يلتقي ميقاتي: هموم لبنان كثيرة...وأدعو اللبنانيين الى التعاون لانقاذ بلدهم

المركزية - دعا البابا فرنسيس الى تعاون جميع اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم، وطن الرسالة، كما وصفه سلفه القديس يوحنا بولس الثاني. كما دعا الى"ان يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب"، معتبراً ان "هموم لبنان كثيرة وانا ساحمله في صلاتي من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات". 

كلام البابا فرنسيس جاء خلال استقباله في الفاتيكان، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي أكد بعد اللقاء "أن الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، ونجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز". 

الوصول والخلوة: وكان الرئيس ميقاتي وصل الى الفاتيكان عند التاسعة بتوقيت روما (العاشرة  بتوقيت بيروت) يرافقه افراد عائلته. 

وبعد مراسم الاستقبال الرسمية استقبل البابا الرئيس ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة. 

وخلال اللقاء قال ميقاتي: "إننا في هذه الاوقات الصعبة التي يمر بها لبنان، في أمس الحاجة الى الصلاة ليقي الله وطننا الويلات والشرور، كما أننا في أمس الحاجة الى دعم الاصدقاء على كل الصعد، خصوصاً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية". 

أضاف: "لقد كان المسيحيون في الشرق من دعائم الحريات وحقوق الانسان وحرية المعتقد، وقد وجدوا على الدوام الملاذ الآمن في لبنان، وبقدر ما يشعر المسيحيون في لبنان بالامان بقدر ما ينعكس ذلك على جميع المسيحيين في الشرق. وانا واثق بان الكرسي الرسولي يمكنه القيام بدور كبير في هذا الاطار". 

الصور والهدايا: وبعد إنتهاء الخلوة إستقبل البابا عقيلة الرئيس ميقاتي السيدة مي وتم تبادل الهدايا التذكارية بين البابا والرئيس ميقاتي وعقيلته. 

ثم التقى البابا الوفد اللبناني والتقط معهم الصور وقدم لهم الهدايا التذكارية.  

ميقاتي: وفي نهاية زيارة الفاتيكان أدلى الرئيس ميقاتي بتصريح جاء فيه: "سعدت اليوم بلقاء قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، ونقلت اليه محبة اللبنانيين الخاصة له من كل الطوائف وتقديرهم وامتنانهم على الاهتمام الذي يوليه لهم ولوطنهم من خلال المتابعة الدائمة والحرص على ان يبقى لبنان وطن الدور والرسالة. كذلك نقلت الى قداسته تحيات فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، وأكدت دعوة فخامته لقداسة البابا لزيارة لبنان قريباً، لأن اللبنانيين جميعاً ينتظرون هذه الزيارة وينظرون اليها بوصفها أملاً جديداً لهم، على غرار الزيارات السابقة التي قام بها عدد من البابوات وابرزها زيارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني صاحب الشعار الشهير "لبنان أكبر من وطن، إنه رسالة".  

أضاف ميقاتي: "لقد حمّلني البابا فرنسيس محبته الكبيرة الى اللبنانيين وتعاطفه معهم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشونها، مجدداً ثقته بأن اللبنانيين قادرون على تجاوز المحنة ومشدداً على أهمية استمرار الدور الذي يقوم به اللبنانيون وتفاعلهم مع محيطهم العربي، ما يبقي لبنان بلداً ريادياً وذا فرادة. وأكد قداسته انه سيبذل كل جهده في كل المحافل الدولية لمساعدة لبنان على عبور المرحلة الصعبة التي يعيشها واعادة السلام والاستقرار اليه، ولكي ينعم اللبنانيون بالعيش الكريم".  

وتابع ميقاتي: "كذلك تناول البحث الاوضاع العامة في المنطقة والتطورات التي تحصل فيها، وكان تأكيد متبادل على أهمية تفعيل العلاقات الاسلامية – المسيحية، وثمّنت عالياً وثيقة الأخوة الإنسانية التي كان وقعها قداسة البابا وسماحة شيخ الأزهر أحمد الطيب في اللقاء التاريخي الذي كانا عقداه في الامارات العربية المتحدة عام ٢٠١٦، تتويجاً لجهود مشتركة قاما بها منذ أعوام، لنشر ثقافة الحوار والتعايش بين أتباع الرسالات السماوية". 

وقال: "لقد طمأنت قداسة البابا والمسؤولين في الكرسي الرسولي الذين التقيتهم أن لبنان سيبقى ملتقى للحضارات والثقافات المتعددة، وان التعايش الاسلامي والمسيحي فيه قيمة كبرى يحرص اللبنانيون، الى أي طائفة انتموا، على حمايتها وتعزيزها لأنها أثبتت أنها قادرة، على رغم ما تعرض له لبنان في تاريخه القديم والحديث، على إعادة إنتاج الصيغ التوافقية التي نهضت بلبنان من الكبوات التي مني بها. وهذه القيمة باتت نموذجاً يحتذى لمعالجة ما تعرض له الوجود المسيحي من خضات في عدد من الدول العربية". 

أضاف: "كما شددت على ان الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، وأننا نجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز، وضرورة أيضا لمحيطهم العربي، وإرادة طوعية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة. فالتجربة اللبنانية ليست فقط للداخل اللبناني، بل هي من خلال صيغتها المتجددة، النموذج الذي يمكن للعالم العربي الافادة منه لأنه حاجة للمجتمعات التي تتميز بالتنوع والتعدد". 

وتابع ميقاتي: "لقد سمعت من المسؤولين في الكرسي الرسولي كلاماً مشجعاً حول أهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كل مقومات النجاح له، لأن به خلاص اللبنانيين وقدرتهم على المحافظة على وطنهم واحداً موحداً تسوده الألفة والمحبة والتعاون بين كل مكوناته لتنمو أكثر فأكثر ثقافة الحوار والتسامح بين المسلمين والمسيحيين الذين يؤمنون بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له، وينبذون بقوة الضغينة وعدم التسامح والقهر والتعصب بكل اشكالها وتحت كل سماء". 

وأردف: "لقد كانت محادثاتي مع قداسة البابا والمسؤولين في الفاتيكان فرصة لشرح توجهات الحكومة اللبنانية حيال التحديات التي تواجه لبنان، ويسعدني أن أشير الى أني لمست ارتياحاً بابوياً لما نقوم به من جهد في المحافظة على الامن والاستقرار في لبنان ومعالجة الصعوبات الهائلة التي يمر بها لبنان، وتشجيعاً على المحافظة على الاستقرار في لبنان وعلى الاستمرار في التزام الخيارات الوطنية التي يجمع عليها اللبنانيون، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين لبنان والعالم". 

وختم ميقاتي: "ختاما، فانني خرجت من هذا اللقاء مع قداسة البابا فرنسيس بارتياح تام خصوصاً وانه على اطلاع كامل على الاوضاع اللبنانية والظروف التي نعيشها، ويشدد على ضرورة تعاضد كل الارادات للحفاظ على الرسالة اللبنانية ووقف نزيف الهجرة الكبير من كل  الطوائف اللبنانية، وهو يعمل على ان يكون للانسان في لبنان، كما في كل دول العالم، ما يحفظ حريته وكرامته واستقلاليته، وهي قيم لن يألو الفاتيكان جهدا في المحافظة عليها". 

امين سر الفاتيكان: بعد ذلك عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين في حضور عضوي الوفد اللبناني وزير العدل هنري خوري ووزير السياحة وليد نصار وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن. 

وفي خلال الاجتماع  شدد بارولين على أن لبنان أساسي للوجود المسيحي في الشرق وهو كان على الدوام مثالاً للعالم حول كيفية تعايش المجتمعات مع بعضها البعض".  

وأشار الى "أن لبنان يحظى باهتمام خاص من الكرسي الرسولي".  وأكد "أن صدقية أي حكومة ان تؤمن التزامات البلد خاصة مع المجتمع الدولي".  

واعرب "عن قلقه من الوضع الاجتماعي في لبنان والاوضاع الاقتصادية التي يرزح اللبنانيون تحتها، ونوّه بشجاعة رئيس الحكومة في تحمل المسؤولية الصعبة رغم إدراكه المسبق بخطورتها". 

وقال: "ان الفاتيكان سيبذل جهوداً لدعم لبنان في المحافل الدولية". وشدد "على ضرورة ان يكون لبنان على افضل العلاقات مع محيطه العربي والمجتمع الدولي". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o