Sep 21, 2021 12:19 PM
خاص

تحالف أوكوس وتداعياته يفسّران "تراخي" واشنطن اقليميا!

المركزية- يرصد العالم منذ ايام، مسار ومصير العلاقات الاميركية – الفرنسية بعد ان اصيبت بتوتّر شديد بفعل الغاء اوستراليا صفقة غواصات عادية فرنسية بـ65 ملياردولار لاستبدالها بغواصات نووية اميركية. في الساعات الماضية، أكد السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، فيليب إيتيان،  أن إلغاء الصفقة بين باريس وأستراليا فاجأ الجانب الفرنسي. وقال في حديث لراديو "RTL" الفرنسي إن وزراء في الحكومة الفرنسية اجتمعوا بنظرائهم الأستراليين قبل أيام من إعلان كانبيرا إلغاء الصفقة ، وأردف "قطعا، لم نُخطر بالسياق الجديد". وعن استدعائه من قبل واشنطن، اشار الى "إنه رد بحد ذاته"، مؤكدا أنه يعبر عن "خطورة رد فعل" فرنسا، وكشف أن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الفرنسية ما زالوا يناقشون الخطوات التالية. وتابع: "عندما تلقينا الخبر (إلغاء الاتفاق) صبيحة الأربعاء، طلبت الذهاب إلى البيت الأبيض وقد ذهبت"، مضيفا: "كان الأمر متأخرا قليلا"، وأشار السفير إلى أن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت أميركا ترغب بشريك أوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

هذا السؤال قد تحمل الايام المقبلة جوابا عليه، الا ان الاكيد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان الاتصالات الجارية في الكواليس بين الدولتين سيما لتأمين تواصل مباشر بين رئيسيهما، غير مضمونة النتائج وستحتاج الى وقت لترميم ما انكسر بينهما، خاصة وان الضربة التي تلقّتها باريس تأتي فيما هي لم "تهضم" بعد قرارَ الولايات المتحدة الانسحاب من افغانستان من دون مشاورتها او سؤالها عن موقفها من الخطوة الكبيرة هذه، ومن دون العودة الى دول حلف الناتو عموما.

في الموازاة، تشير المصادر ان واشنطن ليست ابدا في صدد التراجع عن التحالف الجديد الذي انخرطت فيه، كاشفة عن اجتماع سيعقد في العاصمة الاميركية في 24 الجاري يضم اميركا واوستراليا والهند واليابان لاطلاق حوار امني رباعي في المحيطين الهندي والهادئ، بين اركان الحلف الجديد.

وكانت واشنطن، الساعية لتعزيز تحالفاتها في كلّ الاتجاهات للتصدّي لبكين، أعلنت الأربعاء الماضي تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضمّ كلاً من الولايات المتّحدة وبريطانيا وأستراليا، في مشروع قوّض الطموحات الفرنسية في المنطقة. وأتى الإعلان عن المعاهدة الأمنية الجديدة المسمّاة "أوكوس" خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وشارك فيها عبر الفيديو كلّ من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.

والثمرة الأولى لهذا التحالف ستكون حصول أستراليا على أسطول من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي، وهو أمر قاد كانبيرا لإلغاء طلبية ضخمة أبرمتها مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع. وقال رئيس الوزراء الأسترالي إنّ "أول مبادرة كبيرة في إطار "أوكوس" ستكون حصول أستراليا على أسطول غواصات تعمل بالدفع النووي". ويمثّل هذا الإعلان نقطة تحوّل استراتيجي لا سيّما وأنّها المرة الأولى التي ستشاطر فيها الولايات المتحدة مثل هذه التقنية الحسّاسة مع دولة أخرى غير بريطانيا. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّ "الدولة الوحيدة التي شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من تكنولوجيا الدفع النووي هي بريطانيا" وذلك منذ 1958.

واذا دلّ هذا التحالف على شيء، فعلى حجم الاهمية التي توليها واشنطن لمحاربة الصين. فللغاية هذه، هي مستعدة لاغضاب اقرب حلفائها، بدليل ما جرى بينها وباريس. والتحالف يساعد ايضا في فهم سبب "تراخي" الولايات المتحدة اقليميا لصالح ايران وتنازلها لها في اكثر من ملف ودولة، وفي افغانستان. فهي مستعجلة الخروج من وحول المنطقة للتفرغ لاولويتها الجديدة، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o