Sep 15, 2021 4:20 PM
خاص

المفاوضات النووية بين أميركا وايران... لعبة شد حبال... هل تنتهي قريباً؟

المركزية – أكدت طهران، اول من أمس، أنها أعلنت عن استعدادها لاستئناف المفاوضات الخاصة بالملف النووي في فيينا قريبا، مشددة على أنها "لن تقبل بأي تفاوض خارج إطار الاتفاق النووي". هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فتشير معلومات غربية الى ان ايران ستسهل عمل مفتشي الطاقة اذا تم التوصل الى تفاهم معها لاعادة احياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاميركية المفروضة عليها، وإلا فإنها ستعرقل مهمة المفتشين. وحذر خبراء يدرسون البيانات الجديدة الواردة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة، إن من خلال تخصيب الوقود النووي، في الأشهر الأخيرة، إلى مستويات قريبة من مستوى القنبلة، اكتسبت طهران القدرة على إنتاج الوقود اللازم لرأس حربي نووي واحد في غضون شهر أو نحو ذلك. 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر قال لـ"المركزية": "منذ آذار الماضي ونحن نسمع تصريحات اسرائيلية وأميركية عن التخصيب، وان ايران ستحصل على سلاح نووي خلال أسابيع. نعم، ايران مستمرة في التخصيب، لكنها أعلنت أكثر من مرة أنها لا تريد صنع سلاح نووي. يمكن أن نصدّق ذلك او لا، إنما من المؤكد ان التصريحات التي تصدر من حين الى آخر هدفها الحث على الاسراع في الاتفاق النووي كي لا تنتج ايران قنبلة نووية او تصبح على أبواب انتاجها".  

ولفت جابر الى ان "الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية في موضوع المراقبة كان محدوداً، ولم يكن مسموحاً للكاميرات بمراقبة كل ما يحصل، لكن وكالة الطاقة الذرية اعتبرت ان الاتفاق الذي حصل، ولو جزئياً، خطوة ايجابية، لأن ايران كانت متوقفة عن العمل مع الوكالة. ولكن هل هذا يؤثر ايجابا على المضي قدما في الاتفاق النووي؟ لا اعتقد ان لها علاقة اطلاقا، خاصة وان المفاوضات مجمدة، هناك من يقول بأن المفاوضات لن تعود قريبا، لكن انا مع الرأي الذي يقول ان المفاوضات ستعود وبأنها ستستمر على مستوى الخبراء عند النقطة التي انتهت عندها وليس من حيث بدأت، ولا عودة الى نقطة الصفر".  

أضاف: "الوفد الايراني كان واضحا منذ البداية، وأعلن أنه لا يفاوض إلا على الامور التقنية، أما بنود الاتفاق فايران لم تخرج منها حتى تعود اليها، وفي حال أرادت الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق، فعليها أن تقبل به كما كان حرفياً. أما قضية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وحرب الناقلات ونشاط ايران في الخارج، التي تريد الولايات المتحدة ان تبحثها، ايران مستعدة لكن خارج الاتفاق. اذاً ايران تسعى للعودة الى الاتفاق النووي والالتزام به فقط من أجل رفع العقوبات عنها، وتعود كما كانت قبل أن ينسحب الرئيس السابق دونالد ترامب".  

وأكد جابر ان المفاوضات ستُستأنف قريباً، خلال ايام او اسابيع، مشيراً الى ان "ايران تريد تسهيل مهمة الرئيس جو بايدن، وهو من طلب العودة الى الاتفاق والمباحثات، لكن الايراني صبور، ويعتمد طريقة شد الحبال، يمد الحبل لكنه لا يقطع شعرة معاوية. ويعتمد مبدأ اذا شدوا أرخيت واذا أرخوا شددت، إنما في الوقت نفسه متشبث ومتشدد بمطالبه التي لم تأت مع الرئيس ابراهيم رئيسي ولكنها كانت منذ عهد الرئيس حسن روحاني ولم تتغير. الامور لا تحتاج الى بحث. الايرانيون يعربون منذ سنة عن استعدادهم الى العودة الى الاتفاق شرط عودة الولايات المتحدة ورفع العقوبات".  

وأعرب جابر عن تفاؤله بالعودة الى الاتفاق النووي قريباً خلال اسابيع ومن الممكن ان تنتهي خلال شهر او شهرين، فتعود بعدها الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي كما كان عليه قبل انسحاب ترامب وترفع العقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية على ايران. يبقى عقوبات اخرى فرضها الكونغرس، وهنا موضوع آخر سيتم البحث به بناء على مفاوضات مع ايران في الملفات الاخرى المتبقية. اذا وافق الكونغرس على رفعها ام لم يوافق مقابل تقديمات من ايران، هذا موضوع آخر. 

وختم جابر: "يسعى الرئيس بايدن منذ اليوم الاول لاستلامه الرئاسة الى اقفال الملفات الشائكة كافعانستان وايران لأنه يواجه ملفات صعبة داخلية صعبة جداً وتحديات كبيرة مع الصين وروسيا والعلاقة مع اوروبا يريد ان يتفرغ لها، لذلك يريد ان ينتهي من الملفات الجانبية بأسرع وقت".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o