Aug 04, 2021 6:20 PM
أخبار محلية

"لا حياة لمن تنادي".. الراعي في هجوم عنيف على المسؤولين: من يخاف العدالة يُدين نفسَه بنفسِه

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مكان الانفجار في مرفأ بيروت، بتنظيم من أبرشية بيروت المارونية وتجمع كنيسة من أجل لبنان، وبمشاركة أهالي ضحايا الانفجار، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرض جوي نفذه سرب من القوات الجوية فوق منطقة الانفجار، وذلك تحية لشهداء وضحايا الانفجار، تمثلت بتحليق طوافة صعودا نحو السماء تجسيدا لارواح الشهداء. كما حلقت 3 طوافات رسمت بواسطة الدخان الوان العلم اللبناني. ثم تم عبر الشاشة، عرض اضاءة شمعة ورفع الدعاء والصلوات من كنيسة القيامة.
بعدها، تم تلاوة أسماء كل ضحايا الانفجار، ثم الوقوف دقيقة صمت لراحة أنفس ضحايا الانفجار.

وتزامن ذلك مع إطلاق أصوات سيارات الدفاع المدني والصليب الاحمر وسيارات الاسعاف في تمام الساعة 6:07 لحظة وقوع انفجار بيروت.

عظة الراعي:

 وفي عظته، اشار البطريرك الراعي  إلى أن كلمة قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم تأتي لتبلسم جراح أهل الضحايا والجرحى والمنكوبين وكل اللبنانيين، وقال: "احتراما لقدسية اليوم ووفاء للضحايا والشهداء ودموع أهاليهم وآلام الجرحى والمنكوبين أدعو وأناشد الاخوة والاخوات المتظاهرين تجنب العنف والعبارات المسيئة والاعتداء على المؤسسات والاملاك العامة والخاصة وعدم التعرض للجيش وللقوى الامنية.

وإذ سأل: "لماذا جئنا إلى هنا؟" أجاب: "جئنا نصلي ونرفع ذبيحة الفداء عن أرواح الشهداء، جئنا نصلي لبيروت عروس المتوسط لمدينة تلاقي الأديان، نقف معًا خاشعين بين الدمار نضيء شعلة الرجاء والمستقبل ونكتب تاريخًا جديدًا للأجيال".

وأكد البطريرك الراعي أن مطلبنا الحقيقة والعدالة، نحن هنا لنطالب بالحقيقة والعدالة، مشددا على أن الأرض ستبقى تضطرب في هذه البقعة إلى ان نعرف حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت.

وأشار الى أن الدولة لا تدين بالحقيقة فقط للأهالي بل لكل لبناني للأجيال اللبنانية للتاريخ والمستقبل والضمير.

واوضح البطريرك الراعي أن العدالة ليست مطلب عائلات منكوبة بل مطلب الشعب اللبناني كله، وأضاف: "نريد ان نعرف من أتى بالمواد المتفجرة من هو صاحبها الأول والأخير؟ من سمح بإنزالها وتخزينها ومن سحب منها كميات وإلى أين أرسلت؟ من عرف خطورتها وتغاضى عنها؟ من طلب منه أن يتغاضى؟ من فجّرها وكيف تفجّرت؟".

وأكد أن واجب كل  مدعو للادلاء بشهادته ان يمثل امام القضاء من دون ذرائع وانتظار رفع الحصانة، معتبرًا أن كل الحصانات تسقط امام دماء الضحايا والشهداء ولا حصانة ضد العدالة وأردف: "نتلطى وراء الحصانة حين نخاف العدالة ومن يخاف العدالة يدين نفسه بنفسه".

وتابع: "عيبٌ أن يتهرّب المسؤولون من التحقيق تحت ستار الحصانة أو عريضة من هنا وعريضة من هناك".

وأطلق الراعي نداء الى المسؤولين لتشكيل حكومة بأسرع وقت، مضيفا: "لا حياة لمن تنادي وكأن لا عاصمة انفجرت ولا شعب يجوع، والعالم على عكس المسؤولين بدأ يصغي للبنانيين وصمّ أذانه عن الدولة التي لا يثق بها"، مضيفًا: "إنّ الدول المشاركة في مؤتمر باريس تريد مساعدة الشعب اللبناني وإنقاذه وهم يعرفون أنّ شعبنا زرع العالم ثقافة وسلاما وساهم في نهضة البشرية وتعزيز العولمة ولا يخفاهم ان مشاكل لبنان ناتجة من صراعات خارجية وهو ضحية لعبة الامم، وتابع: "كم مرّة سلّم لبنان الى اكثر من احتلال ووصاية في اطار الصفقات الاقليمية والدولية، فبقدر ما يجب على الشعب ان يغيّر في سلطته يجب على العالم ان يغيّر في سياسته وادائه تجاه لبنان".

ورأى أن تجاوب العالم مع لبنان يبدأ بإنقاذه اقتصاديًا وماليًا ثم عقد مؤتمر دولي خاص به يعلن حياده ويضع آلية لتنفيذ القرارات الدولية حتى لو استدعى ذلك اصدار قرارات جديدة، مشيرًا إلى أن المرفأ وحّدنا موجّها دعوة وطنية شاملة الى خلق زمن جديد، زمن التغيير الإيجابي، وأضاف: "التغييرات التي شهدها لبنان من الـ1975 أتت سلبية بغالبيتها ولم تحدث فارقًا في نوعية الزمن والحياة وكل تغيير خارج الاصلاح والحرية ليس بنّاء بل تقهقرا".

وشدد على أننا مدعوّون الى حسن الاختيار والاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة خصوصًا ان المجلس الجديد سينتخب رئيس الجمهورية المقبل وبعد الفواجع لا مكان للمساومات بل للقرارات الشجاعة الواضحة الشفافة".

وسأل: "ماذا ينتظر اهل السلطة كي يعالجوا حاجات الناس؟ الى أي قعر ينتظرون ان تصل البلاد حتى تتحرك قلوبهم ويعكفوا على التخفيف من آلام الناس؟ اي تدبير جدي اتخذوا؟ ألا يخجلون من ذواتهم ومن المجتمع الدولي المعني بلبنان اكثر منهم بأشواط وأشواط؟"

وتابع: "ناداهم الضمير فلم يأبهوا وناشدتهم الأجيال فلم يتحرّكوا، شُهّر بهم ولم يرفّ لهم جفن، أحيل بعضهم الى القضاء فلم يمثلوا، سقطوا ولم يدروا ويتصرفون كأنهم منتتصرون. تراجع المجتمع واختلت الدولة وانتكست الديمقراطية واسيء عمدا تطبيق الطائف".

ورأى أنه مهما تغاضت الجماعة السياسة عن الواقع وحاولت كسب الوقت، لن تستطيع قهر الشعب الى ما لا نهاية.

وأكد أننا عشية تطورات إقليمية ودولية والقضية مسألة وقت، لافتًا إلى أن انقاذ لبنان آت لا محالة، لكن يبقى ان نلاقي العالم من خلال عمل وطني يبرز إرادتنا للحياة معًا لكي يأتي الانقاذ برفقة وحدة الكيان اي الوحدة في الحياد واللامركزية الموسعة والحضارة والسلام.

وأكد أننا لا نريد اقتتالا بعد اليوم ولا حروبًا ولدينا فائض حروب وشهداء مقاومات، فلنتجه نحو الحرية والسلام ونبعد عن كياننا الخرائط التي تحاك لمنطقة الشرق الاوسط.

ووجه نداء من شهدائنا قائلا: "أكان الانفجار نتيجة اهمال او عمل ارهابي هو بكل حال عدوان على وجودنا والضحايا يحثوننا على الصمود لا الرحيل".

واعتبر ان سلاح الوجود هو أمضى سلاح وبقاؤنا انتصار على المآسي وكل دمار بيروت يعمّر اذا بقيت المعنويات.

وسأل البطريرك الراعي: "ماذا سيبقى من لبنان إن رحلتم؟ انتم القيمة الاساسية المضافة في الشرق فلا تحوّلوا الكارثة هزيمة للانسان ولا تدعوا اليأس يتجذر فيكم".

الثوب الذي ارتداه البطريرك يحمل أسماء ضحايا "تفجير" مرفأ بيروت !

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o