بلدية بيروت و"الأمم المتحدة" يطلقان عيادة متنقلة للاستجابة لكورونا

المركزية - أطلقت بلدية بيروت أول عيادة صحية متنقلة تابعة لها، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من خلال تمويل من صندوق المدن العالمية للاستجابة الشاملة للجائحة التابع لمجلس رؤساء البلديات لشؤون النزوح. ستوفر العيادة فحوصات كوفيد-19 وخدمات طبية أساسية أخرى مجّاناً ومن دون تمييز للفئات المجتمعية غير القادرة على الوصول إلى هذه الخدمات، بما في ذلك النازحون واللاجئون في الأحياء المهمشة. 

ومع ارتفاع نسبة حالات الكوفيد-19 المبلغ عنها في المناطق الحضرية في كلّ أنحاء العالم الى 95%، تتبوأ المدن طليعة الامكنة المأهولة في هذه الأزمة العالمية في الصحة العامة، كما في أولوية التخفيف من تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي. ويؤثر الوباء على النازحين الحضريين والمشردين بأشكال وطرق مختلفة. تساهم الحواجز اللغوية والتمييز والصور النمطية والعمالة غير الرسمية في تقييد وصول هذه الفئات المجتمعية إلى خدمات الصحة العامة. 

عبود: وأفاد محافظ بيروت القاضي مروان عبود أن "العيادة الصحية المتنقلة مثال على مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين التي نحتاجها لمعالجة الأزمات المستمرة والمتعددة الابعاد التي تواجه لبنان وبيروت"، مؤكّداً أن "الحاجة إلى دعم المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والمجتمع الدولي الأوسع، لضمان تعافي بيروت بشكل شامل في هذه الفترة الصعبة التي يمر فيها لبنان". 

عيتاني: من جهته، نوّه رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني بـ"هذه العيادة الصحية المتنقلة التي ستساعدنا على الاستعداد بشكل أفضل لإدارة الزيادة في عدد حالات الكوفيد -19 سواء من خلال ظهور سلالات جديدة مثل دلتا أو عبر انتقال العدوى في المجتمعات المحلية"، متقدّماً "بالشكر للأمم المتحدة ومجلس رؤساء البلديات للنزوح على دعم بلدية بيروت في تنفيذ هذه المبادرة". 

وستعمل العيادة الصحية المتنقلة في بيروت حسب جدول عمل يغطي مواقع مختلفة في أحياء طريق الجديدة وكرم الزيتون وغيرهما من الاحياء المهمشة والتي ستحدّد لاحقاً. وستوفر العيادة عند انطلاقتها اختبار PCR مجانيا، كما ستقدم الدعم في تتبع التواصل مع الافراد المعنيين بالحالات الطبية الأخرى أثناء إحالتهم إلى مقدمي تلك الخدمات المتعددة المتاحة. 

كريستانيسان: بدورها، أشارت مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان تاينا كريستانيسان إلى أن "يسعد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن يتعاون في إطلاق هذه العيادة الصحية المتنقلة، من خلال التمويل الهام والذي يأتي في الوقت المناسب في خضم الازمات التي تعاني منها مدينة بيروت والمقدم من مجلس رؤساء البلديات لشؤون النزوح. ستعمل هذه العيادة على تمكين عملية اتاحة الخدمات الصحية الحيوية مع التركيز الأولي على كوفيد-19 إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها في الأحياء الحضرية المهمشة وذات الكثافة السكانية - مما سيساعد بلدية بيروت على تحقيق استجابة شاملة للوباء". 

صليبا: أما رئيس الممارسات في مجلس رؤساء البلديات لشؤون النزوح سامر صليبا، فأكّد أن "العيادة الصحية المتنقلة في بيروت لن تكون بمثابة شريان حياة حاسم لمن يكافح من أجل النجاة من الوباء فحسب، بل ستشكل أيضًا رمزًا للأمل الذي ستوفره بيروت قريبًا لكل من يختار وصف هذه المدينة كمسكن او بيت رغم التحديات العديدة التي تواجهها".