Dec 29, 2020 6:53 AM
صحف

سيناريوات الانتقام لسليماني: "أرامكو 2"؟

من المتوقع أن يرفع فكلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله منسوب التهديد والوعيد برد انتقامي لدماء قائد فيلق القدس قاسم سليماني ضمن إطار "بنك أهداف" مثلّث الأضلاع يضمّ السعودية إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما رأت فيه مصادر واسعة الاطلاع مؤشراً ينذر بوضع المصالح السعودية على رأس قائمة الاستهدافات الإيرانية في المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء ما كشفته عن وجود تقارير ديبلوماسية تتطرق إلى عدة سيناريوات محتملة في سياق الرد الإيراني على اغتيال سليماني، وأبرزها سيناريو "أرامكو 2".

والتقارير التي تناقلتها دوائر دبلوماسية بالاستناد إلى معطيات استخبارية، بحسب "نداء الوطن"، لم تستبعد أن تعود طهران إلى استهداف منشآت "أرامكو" النفطية في المملكة مجدداً، عبر ذراعها الحوثية في اليمن، وأوضحت المصادر في هذا المجال أنّ النظام الإيراني يقع تحت ضغط كبير يحتّم عليه توجيه أي ضربة متاحة تحفظ له ماء الوجه، رداً على اغتيال سليماني، وإلا فإنّ صورته كـ"قوة إقليمية عظمى" والتي حرص على تظهيرها وتكريسها على مرّ العقود الأخيرة، ستتشظى بشكل سيصعب ترميمه وستكون له انعكاسات وارتدادات بالغة الخطورة على هيبة النظام، خارجياً وداخلياً على حد سواء.

وبناءً عليه، ترجّح المعطيات الدبلوماسية ألّا تجرؤ طهران على استهداف مصالح أميركية مباشرة ولا إسرائيلية، في سياق ردها العسكري والأمني على الاغتيال، مذكرةً بأنّ العملية العسكرية التي أطلق عليها حينها اسم "عملية الشهيد سليماني" واستهدفت قاعدة "عين الأسد" الجوية الأميركية في العراق بصواريخ باليستية، كانت قد تمّت تحت ستار "مسرحي" قضى بتوجيه الإيرانيين إنذارات مبكرة إلى الأميركيين عبر عدة قنوات استخبارية قبيل تنفيذ العملية، إفساحاً في المجال أمام اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحؤول دون سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود المتمركزين في القاعدة الأميركية.

واليوم، ترى المصادر أنّ طهران أبعد ما يكون عن المخاطرة بـ"اللعب بالنار" مباشرةً مع الأميركيين والإسرائيليين، خصوصاً في ظل الغليان العسكري السائد في المنطقة في نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتحسب لاحتمال توجيه ضربة أميركية ـ إسرائيلية مشتركة في العمق الإيراني، لكنّ النظام الإيراني لا يمكنه في الوقت عينه التحرّر من عبء الحرج الواقع تحت تأثيره بعد سلسلة الضربات الجوية المهينة التي يتعرض لها "الحرس الثوري" في المنطقة، سواءً في سوريا أو في العراق، وأقساها "الضربة القاصمة" التي أودت بسليماني، في حال عدم القيام بعملية انتقامية تعيد لطهران بعضاً من "توازن الرعب" الذي اهتزت ركائزه مع أعدائها.

وإذا كانت التقارير الدبلوماسية والاستخبارية لا تستبعد أي سيناريو محتمل في إطار الرد الإيراني على اغتيال سليماني، الا انّ الفرضيات الأكثر ترجيحاً في هذا السياق تركزت بشكل أساس على سيناريو استهداف منشآت النفط السعودية باعتبارها "الحلقة الأضعف" في المنطقة وتشكل نقطة تقاطع للمصالح الأميركية والغربية عموماً، بوصفها منطلقاً لإمدادات الطاقة العالمية. وفي الوقت عينه تستند أرجحية هذا السيناريو إلى إتاحته المجال أمام إيران للتنصّل من المسؤولية المباشرة عن هذا الاستهداف عبر التلطي خلف مجموعة الحوثي، كما حصل في استهداف أرامكو الأخير، بما يصعّب تالياً على الإدارة الأميركية الاستحواذ على غطاء من الكونغرس يتيح الرد العسكري على طهران نظراً لعدم تعرض المصالح الأميركية لاعتداء مباشر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o