Dec 28, 2020 6:51 AM
صحف

بكركي تصعّد المواجهة والفاتيكان على خط الأزمة اللبنانية

ابرزت مصادر سياسية مطلعة وثيقة الصلة ببكركي لـ"النهار" الأهمية الكبيرة لسلسلة المواقف المتعاقبة التي انبرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اطلاقها بدأب وبوتيرة شبه يومية غداة اخفاق المسعى البطريركي مع قصر بعبدا وبيت الوسط لتأليف الحكومة قبل عيد الميلاد مشيرة الى ان ثمة قرارا استراتيجيا كبيرا متخذا في بكركي لعدم التهاون اطلاقا امام ما تراه مخططا مكشوفا لاعادة البلاد الى حقبات الفراغ وهو الامر الذي لن تسكت عنه بكركي الى حين تأليف الحكومة. ولفتت المصادر نفسها الى ان حملة البطريرك الراعي التي انطلقت مع رسالة الميلاد ومضت تصاعدية في عظة يوم العيد الذي غاب فيه رئيس الجمهورية عن قداس الميلاد في بكركي للمرة الأولى بسبب جائحة كورونا لم تقف عند مناسبة الميلاد ابدا اذ تعمد البطريرك الراعي امس تحديدا ان يتسم موقفه الجديد بسمة ملامسة الخط الأحمر الإقليمي الذي يبدو واضحا انه يشكل جانبا خطيرا من جوانب تعطيل تأليف الحكومة . واما العامل الإبرز الآخر الذي تحدثت عنه هذه المصادر فيتمثل في تأكيدها ان بكركي تحظى في مواجهتها المتصاعدة لتعطيل تأليف الحكومة الانقاذية للبنان وإعادة لملمة الأمور قبل الانهيارات الكبيرة المخيفة بدعم فاتيكاني قوي، كانت الترجمة العملية والمعنوية والرمزية الكبيرة له في الرسالة الميلادية التي خَص بها البابا فرنسيس جميع أبناء الشعب اللبناني من كل طوائفه ومناطقه عبر البطريرك الراعي شخصيا الذي تلا الرسالة قبل يوم من إلقاء البابا عظته الميلادية متضمنة الشق المتعلق بلبنان. وأبرزت هذه المبادرة المهمة كما تضيف المصادر الدعم الجدي الذي يمنحه الفاتيكان لموقف بكركي في الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لاستجابة المطالب الملحة للشعب اللبناني الذي يعيش أزمات وجودية وهو الامر الذي وجد له ترجمة بالغة الأهمية في مضمون رسالة البابا الى اللبنانيين بحيث أستعاد مقطعا حرفيا من رسالة للبطريرك المؤسس للبنان الكبير الياس الحويك يتضمن مفهومه للعمل السياسي ويوجه انتقادات الى الزعماء. واما البعد الأبرز في كل ما تقدم فهو في الاعلان المفاجئ للبابا فرنسيس عن اعتزامه زيارة لبنان في اقرب فرصة الامر الذي أضفى صدقية كاملة على مسعى البطريرك الماروني في هذا السياق بعدما كرر في زيارته الأخيرة للفاتيكان توجيه الدعوة الى البابا لزيارة لبنان .

في سياق متصل كشفت مصادر متابعة لمسعى البطريرك الماروني أنّ "البطريرك مار بشارة الراعي مستمرّ ومصمّم على متابعة هذه المبادرة التي لم تنطلق كي تتوقّف عند أوّل مطبّ. وهي ستنتهي عند تأليف الحكومة فقط، وقد تأخذ أشكالاً جديدة وربما عبر اتصالات قد تصل إلى الخارج. وهناك سلسلة خيارات مطروحة وفق أولويات يضعها البطريرك الراعي أمامه".

أوساط قيادية في تيار المستقبل أشارت إلى أن لبّ رسالة الراعي أمس طالت حزب الله. وهذا ما تؤكّده المصادر المتابعة للمسعى البطريركي: "تلميحات الراعي على قياس حزب الله، خصوصاً إشارته إلى أنّ الحليف هو من حَالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسّسات والصلاحيات ومنع قيام السلطة، وحديثه عن شعبٍ لا يقبل اصطناع دولة لا تشبه هويته وتاريخه، مع تأكيده أن تأليف الحكومة مسؤولية جماعية لتفادي كارثة الانهيار الكامل لركائز الدولة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o