Dec 20, 2020 7:26 AM
صحف

مُخاطَرة بطريركية للإفراج عن الحكومة

هل يَلْقى المسعى الذي يضطلع به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في محاولةٍ لإحداث كوةٍ في جدار أزمة تأليف الحكومة العتيدة المصيرَ نفسه للمبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون؟

التحرّك الذي أطلقه الراعي ابتداء من مساء الأربعاء، ملأ الفراغ الذي أحدثه إلغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته التي كانت مقرّرة لبيروت في 22 و23 كانون الأول الجاري بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، وسط شكوكٍ كبيرة تحوط إمكانَ أن يُترك لرأس الكنيسة المارونية أن ينجح حيث لم يستطع الرئيس الفرنسي الذي وقعتْ مبادرتُه بين مطرقة «الرياح المتعاكسة» لعواصف المنطقة التي يقبع لبنان في عيْنها، وبين سندان إمعان أطراف داخلية وازنة في «اللعب بالنار» فوق «برميل البارود» المعيشي - الاجتماعي الموصول بـ «فتيل» الانهيار المالي - الاقتصادي الذي اشتعل ويُنذر بأنه لا يُبْقي ولا يَذَر.

مخاوفَ عدة تسود من انتكاسةٍ تتعرّض لها بكركي بعدما انخرطتْ علناً في ما يشبه «الرعاية» لمسارٍ من الاتصالات على خط رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، كما رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وهي «الترويكا» التي أشيع أخيراً نقلاً عن «خلية الأزمة» التي أنشأها الاليزيه لمتابعة الأزمة اللبنانية أن في جيْبها جانباً رئيسياً من «أقفال ومفاتيح» الملف الحكومي بشقه المحلي.

 أوساط واسعة الاطلاع اعتبرت أن دخول الراعي على خط الملف الحكومي، بدءاً من استقباله الحريري مساء الاربعاء ثم زيارته عون الجمعة ولقائه بعد ساعات قليلة باسيل (في بكركي) ناهيك عن قناة التواصل المفتوحة مع الرئيس المكلف عبر الوزيرين السابقين غطاس خوري (مستشار الحريري) وسجعان قزي، يبقى مفتوحاً في نتائجه على احتمالاتٍ يُخشى أن تفضي، بحال فشل المسعى البطريركي، إما إلى مناخاتٍ سلبية في العلاقة مع «القصر»، وإما إلى إحراج الحريري مسيحياً ربْطاً بعملية تقاذُف المسؤوليات المعتادة عند تعثّر كل محاولة حلّ.

ولم تتأخّر بالظهور مؤشراتُ أن حركة بكركي ستصطدم بجبل التعقيدات نفسها التي كاد أن ينقطع بسببها حبلُ المبادرة الفرنسية، وتتصل خصوصاً بموضوع الثلث المعطّل الذي يريده فريق رئيس الجمهورية تحت عنوان وحدة المعايير وتسمية الوزراء المسيحيين، وبمَن يتولى بعض الحقائب الأساسية (مثل الداخلية والطاقة والعدل)، وسط إصرار الحريري على رفْض منْح هذا الثلث لأي طرفٍ في حكومةٍ يريدها من اختصاصيين غير حزبيين وبلا ولاءات سياسية وبعيداً من أي محاصصة ولو مقنّعة، معتبراً أنه قام بما عليه عبر التشكيلة الكاملة من 18 وزيراً التي قدّمها لرئيس الجمهورية قبل 11 يوماً وضمّنها 4 أسماء، قال إن عون سبق أن اقترحها عليه.

المصدر - الراي الكويتية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o