Dec 19, 2020 9:45 AM
صحف

خطوط السياسة الأميركية لا تتغير من عهد الى آخر: لبنان ليس في أولويات بايدن

المعادلة بسيطة: الخطوط العريضة للسياسية الأميركية لا تتغير من عهد الى آخر. يرتكز هذا الكلام على واقع ملموس خلال العهود الرئاسية الأميركية المتعاقبة، وهو حقيقة لا تجاري رغبة بعض اللبنانيين في إقحام أنفسهم في فرضية أن سياسة الرئيس جو بايدن، بعد تسلّمه مهامه الرئاسية، ستنعكس بشيء من الإيجابية على لبنان.

"النهار العربي" قارب هذا الواقع من خلال قراءة سياسية لكل من الخبير الدستوري والمحلل السياسي المحامي إميل كنعان والكاتب والمحلل السياسي المحامي زكريا الغول.

لا يهمها لبنان: "الأميركيون لا يضعون لبنان ضمن أولوياتهم، حتى أنه لم يدرج حالياً على أي لائحة للبحث في أمره"، قال كنعان. ولفت الى أنه "في ولاية الرئيس جون بايدن، ستفرض الإدارة، أسوة بكل العهود الرئاسية، السياسيات، التي يجب اتباعها، ويمكن للرئيس أن يلجأ الى بعض الصلاحيات الممنوحة له ليحاول من خلالها أن يعطي شيئاً خاصاً به". وتوقف عند محاولة الرئيس دونالد ترامب تخطي الأطر النظامية للإدارة في البيت الأبيض، التي أدت حتماً الى خسارته الانتخابات الرئاسية ضد جو بادين.

في رأي كنعان، "لا تهتم الولايات المتحدة بمشكلة لبنان، وهذا ما سيبقى سارياً مفعوله في عهد الرئيس جو بايدن"، مشيراً الى أن "الأميركيين لن يبادروا الى العمل على خلاص لبنان، بل سيلتزمون النمط القائم اليوم على تصاريح تعتمد لغة ترضية حول الواقع اللبناني".

ودعا الى عدم انتظار شيء كثير من عهد الرئيس بايدن لأنه لن يبادر بأي جديد في لبنان لأنه لا يهتم كثيراً له.

لن يتغير الموقف الأميركي ودوره في الشرق الأوسط في عهد بايدن الذي سيزعج الإيرانيين من دون توجيه أي ضربة قاسية لهم، لأن إبقاء الدولة الإيرانية الإسلامية يؤجج الصراع بين السنة والشيعة، وهو ما تريده واشنطن، وفق كنعان.

وأكد أنه "وفقاً لمعلوماتي، لن تسعى إدارة الرئيس بايدن الى وضع حد لإيران، بل قد تلجأ الى الحد من امتداداتها في البلدان المجاورة،" مشيراً الى أن "الحل يقوم على تسوية يتنازل فيها الحرس الثوري الإيراني مثلاً عن استخدام الصواريخ البالستية".

ماذا عن "حزب الله"؟ لفت كنعان الى أنه "يتبع تعليمات إيران في ما خص اتفاقها مع الغرب". أما العقوبات التي صدرت أخيراً في حق شخصيات لبنانية ومنها الوزير السابق جبران باسيل، فاعتبر أن "هذه العقوبات تتعلق مباشرة بدعمه "حزب الله"، ورسمياً من خلال مواقف أطلقها مراراً في جامعة الدول العربية، ما دفع الى إصدار هذه العقوبات في حقه...".

سباق 2022: أما الغول فرأى أن اللبنانيين يعيشون في "اعتقادهم الواهم أن بلادهم في قمة الاهتمام العالمي، فيما يقبع لبنان في أسفل ترتيب اهتمام الدول"، مشيراً الى أن "محور اهتمامات البيت الأبيض حول لبنان يستند الى وجوده على حدود إسرائيل".
وقال إن "المعطيات اللبنانية مع اقتراب العام الجديد توحي بمزيد من الكوارث الاقتصادية والتوترات الشعبية والمعارك القضائية بين القوى السياسية، التي تتنازع في ما بينها حول تشكيل الحكومة بانتظار التطورات المترتبة على تسلّم بايدن مهامه الرسمية، كما أن القوى السياسية بمختلف توجهاتها تنظر بعين الإيجابية الى التغيير الحاصل في قيادة الولايات المتحدة، كل من وجهة نظر مختلفة، بين من يراهن على حتمية عقد اتفاق نووي بين إيران وأميركا وشمول هذا الاتفاق حلفاء إيران في لبنان، مع ما يترتب على ذلك  الاتفاق من تخفيف للضغوط الاقتصادية والعودة الى مفاوضات ترسيم الحدود في ظل سياسة أميركية مختلفة، وبين من يعتبر أن إدارة بايدن لن تستمر في ممارسة سياسة العقوبات، ما سيجعلها تقدم على عقد تسويات متجددة تعيدها الى مركز القرار، بخاصة مع اقتراب عام الانتخابات الثلاثية، في حين أن قوى أخرى تأمل في فتح صفحة جديدة مع واشنطن تمهيداً لرفع العقوبات بانتظار سباق العام 2022 الانتخابي".

لبنان معزول: في العودة الى سياسة الولايات المتحدة الخارجية، اعتبر الغول أن "اختلاف ساكن البيت الأبيض لا يعني تغييراً شاملاً في سياسته الخارجية، بالاستناد الى أن الولايات المتحدة هي دولة نظام بمعزل عن شخص الرئيس". في رأيه، "ما يختلف هو الأداء فقط من دون السياسة العامة، كما أن الإنجازات التي حققها ترامب سيستند اليها بايدن في ولايته، فليس هناك أدنى شك في أن ما قام به ترامب من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية سيشكل أساساً لبايدن في استكمال ذلك المسار، كما أن سياسة الضعوط والعقوبات ستتيح لبايدن هامشاً أكبر من المناورة والمزيد من الأسلحة بين يديه يستعملها في توجيه سياسته الخارجية، وكان لافتاً تصريحه حول اتفاق مع إيران بشروط مختلفة ونقطة الارتكاز هي الصواريخ البالستية الإيرانية وإشراك حلفاء واشنطن في ذلك الاتفاق".

ولفت الى أنه "قد تطول مدة ظهور توجهات بايدن الخارجية، خاصة بالنسبة الى لبنان، نظراً الى تشابك ملفات عدة في ما بينها، من انتخابات إيران وسوريا الى الوضع في العراق وصولاً الى معارك شرق المتوسط بين حلفاء واشنطن: فرنسا وتركيا ومصر". وقال: "بانتظار بلورة صورة سياسة بايدن تجاه لبنان، على اللبنانيين توقع المزيد من الانهيارات على مشارف رفع الدعم عن السلع واستمرار تنازع القوى في ما بينها وتأخير تشكيل الحكومة وفتح الملفات القضائية".

وخلص الغول الى اعتبار أنه بالنظر الى التعقيدات في الملفات المتداخلة، قد يكون العام 2021 عاماً مشابهاً لسلفه السيئ الذكر بالنسبة الى اللبنانيين، مع تفويت الفرص الواحدة تلو الأخرى، وظهور مدن عربية وغير عربية تأخذ مكانة بيروت، بينما يبقى لبنان يتيماً معزولاً".

المصدر - النهار العربي

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o