Dec 19, 2020 7:45 AM
صحف

من سيحكم إذا دخلنا فراغاً رئاسياً بحكومة يغيب عنها التيّار والقوّات؟ مصادر بكركي: أسباب تأخير التأليف "لا تحرز"

أكدت مصادر لصحيفة "الأخبار" أن البطريرك الراعي «كان متفهّماً للوقائع التي قدّمها رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، ومتفاجئاً من أنها جاءت مغايرة لما كان الرئيس المكلف سعد الحريري أبلغه به، وهو طلب من باسيل أن يصارح الرأي العام بأن التيار لا يتمسّك بأي حقيبة أو بالمشاركة وأنه لم يطلب الثلث المعطل».
ووفق المصادر، فإن «سؤالاً يشغل بال بكركي مفاده: إذا كان التيار والقوات خارج الحكومة التي يرجّح أن تبقى إلى نهاية العهد، بيد من سيكون الحكم في حال تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون؟». لذلك، بحسب المصادر، «جرى نقاش مستفيض في أهمية تثبيت المشاركة المسيحية الكاملة في الحكم، وعدم التفريط بما حصّله المسيحيون في السنوات العشر الأخيرة من مناصفة كاملة، بما يمنع العودة إلى ممارسة منقوصة عانوا منها سابقاً، من شأنها أن تطيح بالحقوق وتكرّس أعرافاً بذلوا جهوداً جبّارة للخروج منها».

مصادر مواكبة لتحرك البطريرك الراعي قالت عبر "نداء الوطن" ان "ما سمعه من رئيس الجمهورية ميشال عون  والرئيس المكلف سعد الحريري والنائب جبران باسيل  لم يمنعه من الخروج باستنتاج يقول إن الاسباب التي يقولها الجميع، لا "تحرز" لتأخير الحكومة وهو قال لباسيل: "اذا كانت لديك ملاحظات على الاسماء فالحريري قال انه ليس متمسكاً بالاسماء التي ضمنها تشكيلته، ولكن بشرط الا تكون اسماء محازبين او اشخاصاً ليسوا من ذوي الكفاءة، وفي نهاية الامر يجب ان يحصل التفاهم على تشكيل الحكومة".

لا تنازل عن الثلث المعطل: ولم ترغب مصادر بكركي الكشف عما دار في اللقاء بين البطريرك الماروني بشارة الراعي وباسيل، الا ان احد المطلعين على اجواء النقاش الذي دار فيه، اعطى صورة تشاؤمية وسلبية عن تفاصيله التي تتعارض مع المواقف والافكار التي اعلنها البطريرك بعد زيارته لبعبدا بالامس.

وكشف المصدر المطلع عبر "اللواء" أن البطريرك الراعي ابدى خلال لقائه رئيس الجمهورية حرصه الشديد على القيام بكل ما يساعد على حلحلة الامور وتسريع عملية تشكيل الحكومة وإخراج البلد من ازمته، مستعرضا  ما سمعه من افكار  وتوجهات الرئيس المكلف سعد الحريري وجهوده لتسهيل عملية تشكيل الحكومة الجديدة من اختصاصيين غير حزبيين ولا تضم الثلث المعطل لاي طرف كان، لافتا الى انها تجسد ما تضمنته المبادرة الفرنسية التي تشكل فرصة نادرة للمساعدة على حل الازمة وإنهاء معاناة الشعب اللبناني الشديدة الوطأة على كل المستويات.

وتم التفاهم في اللقاء على العمل لتنفيذ مضمون ما طرحه البطريرك للحلحلة ولكن رئيس الجمهورية ابلغ البطريرك بنهاية اللقاء انه سيوفد صهره النائب جبران باسيل لارساء التفاهم نهائيا ووضعه موضع التنفيذ.

ويضيف المصدر الى ان زيارة باسيل لم تتطابق مع ما طرحه البطريرك من رغبة بتقريب وجهات النظر بين عون والحريري والمساعدة بحلحلة صعوبات تشكيل الحكومة الجديدة، بل رفض معظم ما طرحه البطريرك من توجهات بهذا الخصوص، معتبرا انها تكرس استفراد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ولا تحقق مشاركة رئيس الجمهورية وتتجاوز صلاحياته الدستورية، مكررا مطالبته بالثلث المعطل في الحكومة العتيدة لتحقيق مشاركة صحيحة بقراراتها وسياساتها.

 وفيما احتدم الجدال حول ما اعترض عليه باسيل ورفضه برغم إصرار البطريرك على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار للافكار والمقترحات التي طرحها للخروج من دائرة التعطيل، انتهى اللقاء بنسف كل ما تم التفاهم عليه بين عون والبطريرك وكأنه لم يكن، فيما بدا الاستياء واضحا على محيا الراعي لدى مغادرة باسيل الصرح.

وتوقع المصدر ان تنعكس نتائج اللقاء السلبي هذا التي واجهت تحرك  البطريرك على العلاقات بين بكركي ورئاسة الجمهورية  وقد تترجم برفع نبرة مواقف البطريرك ضد سلوكية التعطيل لتشكيل الحكومة الجديدة ولا سيما في مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد  وينتقد فيها مباشرة الاطراف التي تساهم بعرقلة عملية التشكيل، فيما علم ان رئيس الجمهورية اعتذر عن حضور المناسبة المذكورة بداعي تفشي وباء كورونا.

الراعي لا يقوم بدور الوساطة بين عون والحريري: الى ذلك نفت مصادر كنسية أن يكون البطريرك الراعي يقوم بدور الوساطة بين الرئيسين عون والحريري. ولفتت المصادر لـ"الجمهورية" الانتباه الى انّ الراعي استمع الى وجهتي نظر الرئيسين، وكانت له وجهة نظره التي يشدّد من خلالها على التعجيل بتشكيل حكومة تريح اللبنانيين وتتدارك الوضع المأساوي في لبنان.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o