Dec 18, 2020 6:05 AM
صحف

الحريري يبلغ الراعي: لن نمنح الثلث المعطل إلى أي طرف

كشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" الكويتية عن أن اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان إيجابياً وجرى النقاش في أجواء ودية، حيث شرح الحريري للراعي جميع الملابسات المتصلة بعملية التأليف، وأنه اختار أسماء لا غبار عليها، وراعى بدقة عملية توزيع الحقائب، ولا يعتقد أنه تجاهل أياً من المكونات، مشددة على أن الرئيس المكلف أوضح للبطريرك أنه لم يصادر تسمية الوزراء المسيحيين، وإنما كان منصفاً إلى أبعد الحدود في هذا الموضوع.

وأشارت المعلومات، إلى أن الرئيس الحريري أبلغ الراعي، أنه من أجل التأكيد على مصداقية الحكومة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، فلن يمنح الثلث المعطل إلى أي طرف، وليكن ذلك معلوماً للجميع، بعدما أثبتت التجربة أن الثلث المعطل كان سبباً في إفشال كل الحكومات المتعاقبة، وبالتالي فإن مصلحة البلد تقتضي بأن لا يكون الثلث المعطل مع أحد، ولذلك قدم تشكيلة من 18 وزيراً لا تعطي أي فريق حق مصادرة القرار الحكومي.

من جهة أخرى، أشارت "نداء الوطن" الى ان أهمية اللقاء، حسب مصادر مواكبة لحراك بكركي "انه جمع أرفع مرجع ماروني مسيحي مع زعيم السنة". بدد الحريري الاجواء التي تحاول تصوير الخلاف الناتج عن الادعاءات القضائية التي أصدرها المحقق العدلي فادي صوان، بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، او تلك المتعلقة بتشكيل الحكومة على أنها خلاف إسلامي مسيحي، مشيراً الى ان الاعتراض على الادعاء على دياب هو محض قانوني، اما في الموضوع الحكومي فقد قدم الحريري مطالعته للمسائل التي تعيق ولادة الحكومة لا سيما بعد زيارة الراعي الاخيرة الى بعبدا وتصريحه الشهير عن عدم أحقية اي طرف الاستفراد بتشكيل الحكومة.

وأبدى الحريري حرصاً على عدم تصوير الهدف من الزيارة وكأنه في نية الشكوى على عون لدى البطريرك. أظهر كل ايجابية تجاه رئيس الجمهورية، مثنياً على دوره في تشكيل الحكومة التي لا يمكن ان تبصر النور الا بعد موافقته، متمنياً لو يحصل هذا التوافق بينهما.

وضع الحريري الراعي في تفاصيل مسار تأليف الحكومة وظروف التشكيلات الحكومية التي سبق وتحدث بشأنها مع عون والعراقيل التي كانت تعترض كل تشكيلة. وكيف أن عون كان متعاوناً بالفعل الى حدود التشكيلة الاخيرة للحكومة التي قدمها وكان يأمل لو انه تجاوب معه بشأنها ولكنه فوجئ ببعض المطالب وكيف تم تخريج ما حصل من خلال السجال الذي قاده المستشار سليم جريصاتي بشكل مخالف للواقع. وفي سياق كلامه لمح الحريري الى وجود عرقلة متأتية من مكان ما وتحدث عن اطراف تريد تأخير تشكيل الحكومة بذرائع مختلفة منها الثلث المعطل معولة على تطورات خارجية. وأكد ان المعلومات التي تم تداولها في الاعلام غير صحيحة كما "ليس صحيحاً اني اريد اختيار الوزراء المسيحيين في الحكومة بينما اترك للطوائف الاخرى اختيار وزرائها، ولكن هناك 22 نائباً مسيحياً سموني رئيساً مكلفاً لا يمكن ان اغفل تمثيلهم"، وبرهن ذلك بالقول "اني اتشاور مع كل القوى السياسية التي يجب ان انال ثقتها في نهاية الامر ولكن ليس ليعطوني اسماء بل لأعرض عليهم اسماء ويحصل اخذ وعطاء في ما بيننا، وفي الاسماء التي ضمنتها التشكيلة الاخيرة للحكومة نلت موافقة 80 بالمئة من القوى السياسية على اسماء غير حزبية". واضاف "لم اذهب الى الرئيس نبيه بري واطلب اسماء ولكن اذا كان رئيس المجلس عرض علي اسماء غير محازبين وكفاءات فهل ارفضها لكونه طرحها وكذلك الامر مع البقية"، من دون ان يفوته الثناء على دور بري وتعاونه في عملية تشكيل الحكومة.

لم يطرح الحريري الحديث عن عون كمسبب للتعطيل وانما كمعني بتشكيل الحكومة وقال: "صحيح اني رئيس مكلف ولكن هناك رئيس جمهورية ولا يمكن ان أشكل حكومة من دونه ولم اسم من دون مشورته بدليل ان الاسماء التي وردت كانت من اقتراحه وسبق وان عرضهم علي". اشادة الحريري بدور وتعاون رئيس الجمهورية قابله حديثه عن دور غير مسهل لباسيل. تحرص المصادر المواكبة على القول ان حديثه عن باسيل "كان فائق اللياقة". وعما إذا كان البطريرك بوارد جمع الحريري مع باسيل جزمت المصادر ان "الامر لم يطرح بهذا الشكل"، لكنها قالت بالمقابل ان البطريرك ومن خلال اتصالاته سيشمل كل المعنيين للحث على تشكيل الحكومة في اسرع ما يمكن. وعد البطريرك ضيفه بأن يجري مروحة اتصالات مع المعنيين ويضع رئيس الجمهورية في اجواء مداولاته مع الحريري قائلاً: "سأحاول لعب الدور المؤثر على هذا المسار لمصلحة البلد"، مبدياً حرصه على تشكيل حكومة اختصاصيين من ذوي الخبرة والكفاءة ليتسنى لهم تأمين تجاوز البلد لأزمته.

الى ذلك، نقلت مصادر سياسية مواكبة للقاء الحريري واالراعي لـ"الشرق الاوسط" عن الحريري قوله إنه كان يرغب في التواصل المباشر مع الراعي، لأن هناك ضرورة للوقوف على رأيه، مفسرة أن تأخره عن المجيء إلى بكركي يعود إلى تواصله مع رئيس الجمهورية ميشال عون لإزالة العُقد التي تؤخر ولادة الحكومة من جهة، ولقطع الطريق على تحسّسه من اللقاء وتفسيره وكأنه يهدف من ورائه إلى الالتفاف على موقع الرئاسة الأولى.

وأكدت أن الحريري لم يحضر إلى بكركي ليشكو عون أو الإساءة له، وقالت إن الراعي استمع إلى العرض الذي تقدّم به لتبيان العقبات التي تؤخر تأليف الحكومة ، كاشفة أن البطريرك يؤيد ما طرحه الرئيس المكلف شرط أن تحظى بدعم الكتل النيابية لنيل ثقة البرلمان. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o