Dec 17, 2020 6:05 AM
صحف

الجمود القاتل يلفّ جبهة التأليف... فهل يُفرج حزب الله عن الحكومة قبيل زيارة ماكرون؟

أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن لا تباشير حكومية ولا معطيات جديدة في الوقت الراهن حتى أن ما من دليل أن هناك تطورا ايجابيا يسبق زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل إلى لبنان.  وأفادت المصادر أن الرئيس الفرنسي يلتقي عون في الثالث والعشرين من الشهر الحالي دون  أن يعرف ماهية لقاءاته الأخرى أو برنامجه السياسي لاسيما أنه تردد أنه سيعقد لقاءات على غرار تلك التي عقدها في زيارتية الاخيرتين إلى بيروت.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المعلومات غير مؤكدة بعد موضحة أنه بعد البيانات  المتبادلة بين بعبدا وبيت الوسط لم يرشح أي أمر يتصل بإعادة ترتيب الملف الحكومي أو حتى عودته إلى نقطة البحث مع العلم ان هذا الملف لم يتطور في أي يوم بشكل إيجابي. وقالت أن لا تفاصيل عن مساع تبذل في هذا المجال أو حتى إيحاءات بأن تحركا ما أو خطوة تسجل قبيل زيارة الرئيس الفرنسي ولذلك لا بد من ترقب الأيام الفاصلة عن الزيارة والمناخ الذي قد يولد.

من جهة أخرى، رأت اوساط لـ"الأنباء" الكويتية ان انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مسؤولياته رسميا لم تعد تعني حزب الله، هذا الأمر يمكن ان يساعد في الإفراج عن الحكومة اللبنانية.

يبدو أن حزب الله قرر الدخول على الخط الحكومي لإصلاح ذات البين، بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، عشية وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت يوم 22 الجاري، وقد بات ملموسا اثر هذا الدخول توقف التراشق بالبيانات والتصريحات النارية بين التيارين "الأزرق" و"البرتقالي" العاكسة لواقع الحال، وقد ذهبت المصادر المتابعة الى حد عدم استبعاد الاتفاق على إعلان الحكومة، ان لم يكن قبل وصول ماكرون فخلال وجوده الذي سيستمر ليومين.

وتعتقد بعض الأوساط ان انتظار تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مسؤولياته رسميا لم تعد تعني حزب الله، هذا الأمر يمكن ان يساعد في الإفراج عن الحكومة اللبنانية. وفيما يتحرك الحزب باتجاه الرئيس ميشال عون، يتولى الرئيس نبيه بري العمل على خط الرئيس المكلف سعد الحريري وفي الاتجاه نفسه.

في هذا الوقت، أوضح مصدر فرنسي رسمي ان البرنامج النهائي لزيارة ماكرون وجدول اللقاءات رهن بما يرتأيه الرئيس بنفسه، وفق مقتضيات الظروف.

زيارة ماكرون: الى ذلك، أشارت "الاخبار" الى أن "الجانب الفرنسي، وقبل زيارة ماكرون الثالثة، يمهّد لإعداد الأرضية من خلال استئناف التواصل مع كل من عون والرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، علّها تفتح ثغرة في الجدار من أجل الإسراع في تأليف الحكومة".

وفيما قالت المصادر إن "جدول أعمال ماكرون حتى الآن لا يتضمن لقاءً مع أي مسؤول سياسي أو رسمي سوى رئيس الجمهورية"، أكدت أن "مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، الذي يتولّى تقريب وجهات النظر، نقل الى المعنيين رسالة مفادها أن ماكرون لن يحمِل معه أي مبادرة جديدة، بل سيثبّت ما سبق أن طالب به في زياراته السابقة لجهة ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة وتنفيذ الإصلاحات"، أما الجديد الذي سيخرجه ماكرون من جيبه فهو التهديد "بمترتبات مع الاتحاد الأوروبي في حال العرقلة، أي فرض عقوبات أوروبية على الطبقة السياسية". ولفتت المصادر إلى أنه "ليس صحيحاً أن الفرنسيين يقفون على الحياد في ملف تأليف الحكومة، بل إنهم في مكان ما يضعون شروطاً على الرئيس الحريري، ولا سيما بشأن وزارات أساسية، كالطاقة والاتصالات".

استياء في الاليزيه: وفي السياق نفسه، كشفت مصادر دبلوماسية من باريس لـ"الجمهورية"، عن استياء بالغ في الايليزيه من السجال السياسي العنيف بين الرئيسين عون والحريري، وانّ محاولات فرنسية جرت في الايام الاخيرة لاحتوائه ولكن من دون ان يُستجاب للمسعى الفرنسي. الّا انّ المصادر لفتت في السياق نفسه، الى انّ الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته، وفق خارطة الطريق التي تتضمنها، على اعتبار ان لا بديل عنها، وهو سيؤكّد في بيروت - وفي نبرة لم يعهدها اللبنانيون من قبل وربما اقسى من تلك التي اعتمدها في مؤتمره الصحافي، ووصف فيها القادة اللبنانيين بالخونة - انّ المبادرة الفرنسية هي الحل، ولا بدّ من الإسراع في تنفيذها والالتزام الفعلي بمقتضياتها، خلافاً لما هو قائم حالياً في لبنان من تجاوز متعمّد لروح هذه المبادرة واضافة شروط خارجة عليها.

الحكومة ماتت و"شبعت موت": اعتبر مسؤول كبير معني بملف تأليف الحكومة أن "من الآن أؤكّد أنّ الحكومة ماتت و"شبعت موت"، لافتاً الى انّ الوضع الحالي، هو كناية عن فراغ انتحاري قاتل، ومسار التأليف في ظلّ الاختلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف قد عمّق هذا الفراغ اكثر، وخصوصاً بعدما تبادلا الاتهامات الأخيرة، التي عكست بنبرتها العالية والغاضبة وكأنّ إمكانية التعايش بينهما قد أصبحت مستحيلة.

ورداً على سؤال قال المسؤول: "كل رئيس رفع شروطه الى الحدّ الاعلى وصعد الى شجرته ورمى السلم، وبالتالي لا توجد أيّ قدرة داخلية على انزالهما عنها، فـ"الونش" الداخلي معطّل، وبات الامر يتطلّب "ونش" خارجياً، هناك من يراهن على ان يتمكّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته المقبلة، من حملهما على النزول، وإحداث خرق ينقذ تأليف الحكومة في آخر لحظة، لكنّني وفق معطيات موثوقة، أشك في ذلك، لأنّ محاولات الرئيس الفرنسي لم تتوقف حتى الأمس القريب، سواء عبر اتصالات مباشرة منه شخصياً، او عبر مستشاره باتريك دوريل، وربما عبر رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه، ولم يصل في تلك المحاولات الى أيّ نتيجة، ولذلك لا اعتقد أنّ ماكرون سيحمل معه شيئاً، ما خلا ما قد يقوله من كلام يعبّر فيه عن خيبته من إفشال اللبنانيين لمهمته".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o