Dec 08, 2020 5:55 AM
صحف

الحكومة ستبصر النور قبل 21 الجاري؟!

اشارت مصادر "الجمهورية" الى انّ الحضور الفرنسي كان فاعلاً على خط هذه ‏الاتصالات، سعياً الى فتح ثغرة في الجدار الحكومي المقفل، أملاً في ‏الوصول الى توافق حول ولادة الحكومة خلال الفترة السابقة لزيارة ‏الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، والتي تحددت ما بين 21 ‏و23 كانون الاول الجاري. وكشفت المصادر انّ الجانب الفرنسي كان ‏شديد الوضوح في هذه الاتصالات، في تشديده على ان لا ذرائع امام ‏اللبنانيين في تضييع المزيد من الوقت، وكذلك في التعبير عن ‏الاستياء البالغ من أداء المعنيين بشكل مباشر بتأليف الحكومة، في ‏اشارة مباشرة الى الرئيسين عون والحريري.‏
‏ ‏
وأشارت معلومات "الجمهوريّة" انّ اتصالات الساعات الاخيرة تواكبت مع ‏تحذيرات فرنسية وكذلك من جهات مالية دولية، من أنّ وضع لبنان ‏الصعب ما زال آيلا لكي يوضَع على سكة المعالجة، وهذا يتطلب ‏التعجيل بتشكيل حكومة تتولى هذه المهمة، وأمام القادة في لبنان ‏فرصة ايام معدودة لتَدارُك الأمر بالتفاهم على هذه الحكومة".‏ يتقاطَع ذلك مع معطيات وصفت بالخطيرة جداً، كشف عنها مرجع ‏مسؤول لـ"الجمهورية" بقوله: العالم ما زال يعطينا فرصة لكي ننقذ ‏بلدنا، وإن لم تتشكّل الحكومة من الآن وحتى آخر السنة، فعلى لبنان ‏السلام، إذ ستحلّ الكارثة الكبرى، وأنا مسؤول عن كلامي، ولن يكون ‏في الامكان تشكيل الحكومة حتى بعد أشهر عديدة".‏
‏ ‏
يأتي ذلك، في وقت تواصَلت فيه المناشدات الدولية للتعجيل في ‏تشكيل الحكومة، وآخرها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي ‏استبقَ أمس زيارته المرتقبة الى بيروت بين 21 و23 كانون الاول ‏الجاري، بتأكيده على التعجيل بتأليف حكومة المهمة الانقاذية، ‏وتشديده على "أنّ الشعب اللبناني يجب ألّا يبقى رهينةً بيَد أي طبقة ‏سياسية". وكذلك جاءت مُناشَدة من الرئيس المصري عبد الفتاح ‏السيسي، الذي وَجّه نداء الى القوى السياسية اللبنانية لإعطاء فرصة ‏لحكومة تحل مشكلات لبنان، وقال: "لا يمكن أن نتخلى عن لبنان، ‏ونشجّع على تشكيل حكومة سريعاً".‏
‏ ‏
وتتقاطَع هذه المناشدات مع نداءات متكررة في هذا السبيل من ‏المؤسسات الدولية، التي زار وفد منها أمس رئيس المجلس النيابي ‏نبيه بري، ممثّلاً البنك الدولي ومنسقية الشؤون الانسانية في الامم ‏المتحدة، وبعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، حيث اجتمع الوفد على ‏موقف موحّد، يستغرب التباطؤ في تشكيل الحكومة، مؤكداً على ‏الحاجة الى تشكيلها في اسرع وقت، للمباشرة في عملية الانقاذ ‏لوَضعٍ بدأ يُلامِس الكارثة الحقيقية".‏
وعكست أجواء قريبة من هذا اللقاء "انّ المجتمع الدولي بأسره هو مع ‏لبنان، ولا أحد في العالم يمكن له أن يصدّق أو يبرّر هذا التأخير ‏الحاصل في ملف تأليف الحكومة، ولَو ليوم واحد. فتأليف حكومةٍ ‏اليوم قبل الغد يمثّل شرطاً اساسياً لمقاربة كل العناوين، وخاصة في ‏ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية على ‏نحو كارثي".‏

وفي موقف لافت، اكدت حركة "أمل"، عبر بيان لمكتبها السياسي، ان ‏‏"يكون هذا الاسبوع اسبوع الحسم الحكومي، وتَبنّي البرنامج ‏الإصلاحي الإنقاذي". واعتبرت "أنّ حسم الملف الحكومي بات حاجة ‏أكثر من ملحّة وضروريّة، وانّ أيّ تأخير تتضاعَف أثمانه على مختلف ‏الصعد الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة وحتّى الأمنيّة. وبالتالي، لم ‏يعد أحد من اللبنانيّين والمسؤولين يَمتلِك ترف خسارة الوقت ‏ومخاطره على الوطن والمواطن".‏

الحكومة قبل 21 الجاري: بعد أسبوعين من التردد والانقطاع زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا عصر أمس، حيث عرض معه العناوين الأساسية لتشكيلة من 18 وزيرا، وخرج الحريري من الاجتماع بعد نحو نصف ساعة غير منشرح، وقال للصحافيين: سنلتقي والرئيس مرة أخرى غدا.

في وقت تؤكد فيه المصادر لـ «الأنباء» الكويتية ان حكومة لبنانية ستبصر النور قبل 21 الجاري. وواضح ارتباط هذا الموعد بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثالثة الى لبنان، في 21 كانون الاول حتى 23 منه، حيث سيأتي هذه المرة مدعوما بموقف ألماني - أوروبي جامع، لن يكون بوسع المنظومة السياسية المعرقلة للحكومة في لبنان مواجهته، من دون المخاطرة الفعلية بمصير لبنان.

وتحدثت المصادر عن ضغوط أوروبية هائلة على كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، لاعتماد المرونة والتنازلات المتبادلة وصولا الى تشكيل الحكومة قبل وصول ماكرون، الذي يشعر بالحاجة الى نجاح مبادرته اللبنانية، في وقته الفرنسي المأزوم، خصوصا بعد انضمام أوروبا، وبالذات ألمانيا، الى مبادرته، بمواكبة من واشنطن، المنشغلة بعملية الانتقال الرئاسي.

المصادر تؤكد، أن طباعة أسماء الوزراء على المراسيم لا يتطلب وقتا، عندما تصفو النيات، أما إعداد البيان الوزاري والحصول على ثقة مجلس النواب، فيمكن أن يؤجل إلى ما بعد الزيارة الفرنسية.

وفي حال تواصلت العرقلة، من أي جانب، فإن زيارة ماكرون قائمة، وستقتصر على تفقد قوات بلاده العاملة مع الأمم المتحدة في جنوب لبنان، ثم يغادر دون لقاء أي مسؤول رسمي او سياسي في لبنان.

وكشفت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة" الكويتية، انه "تم البحث في مسودة حكومية من 18 وزيرا حملها معه الحريري، من المرجّح ان يؤسس لمرحلة تفاوض جديدة بين الفريقين"، لافتة إلى أن "المباحثات لن تكون سهلة، بل اشبه بعملية شد حبال بين الطرفين". وقالت المصادر إن "جولة الكباش الجديدة يريد من خلالها اللاعبون كلّهم القول للمجتمع الدولي، وفرنسا خصوصا، عشية زيارة رئيسها ايمانويل ماكرون بيروت خلال اسبوعين، إنهم يعملون فعلا للتشكيل وللتوصل الى حلول وسط حكوميا، وذلك بعد ان باتت التنبيهات من الاسوأ اقتصاديا وماليا، تسقط من كل حدب وصوب خارجي، في حين تحضر الازمة اللبنانية على كل طاولة تضم قادة دوليين في الخارج وآخرها لقاء الرئيس الفرنسي برئيس الجمهورية المصرية عبدالفتاح السيسي أمس".

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o