استضافت حكومة ولاية شمال الراين - وستفاليا، مساء الخميس، حدثًا رفيع المستوى لمعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في لبنان، واستكشاف مسارات إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية المستدامة، بمشاركة وزيرة الخارجية الألمانيّة أنالينا بيربوك.
لبنان، البلد الذي تأثر بشدة خلال سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، يواجه حالة طوارئ إنسانية متصاعدة، تفاقمت في أعقاب الصراعات الإقليمية. هذا الحدث، الذي أقيم في مفوضيّة شمال الراين - ويستفاليا لدى الحكومة الفيدرالية الألمانيّة في برلين، جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك ممثلون عن الحكومة الألمانية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
استهل الحدث وزير الشؤون الاتحادية والأوروبية والشؤون الدولية والإعلام ورئيس مستشارية ولاية شمال الراين - وستفاليا ناثانيال ليمينسكي، بكلمة افتتاحية سلّطت الضوء على الحاجة الملحة إلى تقديم المساعدة الفورية للبنان مع ضمان الدعم المستدام لتعافيه على المدى الطويل.
من ثم ألقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كلمة رئيسية أكدت فيها على التزام ألمانيا بتخفيف المعاناة الإنسانية في لبنان. وأكدت على الحاجة الملحة للتضامن الدولي في تقديم الإغاثة الفورية ودعم إعادة إعمار لبنان. وتبع ذلك كلمة ترحيبية من السيدة سوزان موزي ياسين، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في ألمانيا، والتي أعربت عن امتنانها للدعم الثابت من ألمانيا وشركائها.
كما تضمن الحدث حلقة نقاش حول الجهود المنسقة لتحقيق الاستقرار في لبنان. وتحدث في الندوة كل من: الوزير ناثانيال ليمينسكي، ووزير الدولة لشؤون التعاون الاقتصادي والتنمية نيلز أنين، ورئيس لجنة العمل والصحة والشؤون الاجتماعية في برلمان ولاية شمال الراين – وستفاليا جوزيف نيومان، بالإضافة إلى رئيس منظمة مالطا لبنان مروان صحناوي.
افتتح صحناوي الندوة بإلقاء نظرة شاملة على الوضع في لبنان، والتزام منظمة مالطا لبنان الثابت تجاه اللبنانيين، معربًا عن امتنانه للدعم طويل الأمد من الحكومة الألمانية وشريكتها مالتيزر الدولية. وسلّط صحناوي الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمة لمعالجة الاحتياجات الماسّة للأسر النازحة والمجتمعات المحرومة والمهمشة، داعيًا إلى دعم عالمي مستدام لإعادة الإعمار والتعافي الاجتماعي والاقتصادي.
وقد شدّدت الندوة التي أدارتها ماري فون مانتيفيل من مؤسسة كاريتاس الدولية على أهمية المبادرات التعاونية مثل تلك التي تتبناها منظمة مالطا لبنان. وتشمل هذه الجهود الأمن الغذائي والزراعة والرعاية الصحية ودعم البنية الأساسية الحيوية للسكان النازحين والمجتمعات الأكثر حاجة.
واختُتمت الفعالية بدعوة متجددة للتعاون الدولي لدعم لبنان كمنارة للتعايش في منطقة تتسم بالصراع. وقال الوزير ناثانيال ليمينسكي: "إن الحفاظ على لبنان كمكان للتناغم بين الأديان والثقافات ليس مجرد أولويّة إقليميّة بل مسؤوليّة عالميّة".
وقد أكد حضور منظمة مالطا لبنان على الدور الأساسي الذي تلعبه المنظمات الإنسانية في تعزيز الأمل والقدرة على الصمود في خضم الأزمات.