يقوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام، جان بيير لاكروا، بزيارة إلى بيروت تستمر نحو أسبوع، قبل نحو شهرين من موعد التجديد لقوات "اليونيفل" العاملة في الجنوب، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين.
بعدبا: وابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لاكروا خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع وفد ضم قائد "اليونيفيل" في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، ان لبنان متمسك ببقاء "اليونيفيل" في جنوب لبنان لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي سيواصل انتشاره في الجنوب وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي بكافة مندرجاته. وأشار الرئيس عون الى ان المحافظة على الاستقرار في الجنوب امر حيوي ليس للبنان فحسب بل لدول المنطقة كلها، ودور "اليونيفيل" أساسي في المحافظة على هذا الاستقرار، لافتا الى ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية ممتاز، معربا عن امله في ان تتمكن الدول الممولة لمهمات السلام الدولية من ان توفر التمويل اللازم لعمل "اليونيفيل" كي لا تتأثر سلبا القوات الدولية العاملة في الجنوب، لافتا الى ان لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه.
وشدد الرئيس عون على ان لبنان يقوم بكل ما التزم به في ما خص تطبيق القرار 1701 ومتمماته، لكن استكمال انتشار الجيش حتى الحدود يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، إضافة الى وقف الاعمال العدائية التي تستهدف الأراضي اللبنانية بشكل دائم.
من جهته، اكد لاكروا ان "اليونيفيل" مستمرة في أداء مهامها على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، لافتا الى ان طلب الحكومة اللبنانية بالتمديد للقوة الدولية هو موضع درس من الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الامن وثمة وجهات نظر مختلفة في ما خص دور "اليونيفيل" ومهامها يجري العمل على التقريب في ما بينها للتوصل الى اتفاق في هذا الصدد قبل حلول موعد التمديد نهاية شهر اب المقبل.
وشدد لاكروا على ان الأمم المتحدة تدعم لبنان في المطالبة باستمرار عمل "اليونيفيل" لا سيما وان التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني يجري بانتظام.
وفي نهاية الاجتماع، منح الرئيس عون قائد "اليونيفيل" الجنرال لازارو وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور تقديرا للدور الذي لعبه خلال توليه قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، وذلك لمناسبة انتهاء مهامه وقرب مغادرته لبنان.
وقال الرئيس عون للجنرال لازارو خلال تعليق الوسام: "ان لبنان رئيسا وشعبا يقدر كل ما بذلته خلال قيادتك لليونيفيل على رغم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان عموما وجنوبه خصوصا. لقد واجهتم كل الصعاب وكل الحروب وكنتم دائما الى جانب الجيش اللبناني."
ورد الجنرال لازارو شاكرا للرئيس عون مبادرته وقال:" كنت سعيدا في عملي مع لبنان، وكانت تجربة مهمة وناجحة، واحفظ للبنانيين كل المودة والصداقة".
عين التينة: كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، لاكروا والوفد المرافق بحضور لاثارو ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان ومهام قوات اليونيفل والتمديد لها لولاية جديدة.
الرئيس بري توجه في مستهل اللقاء بالشكر والتقدير للواء لاثارو على الجهود التي بذلها طيلة توليه مهامه كقائد لقوات الطوارئ الدولية لتنفيذ القرار الأممي 1701 ، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين جنود اليونيفل وأبناء الجنوب ، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
وأكد الرئيس بري تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال إستمرار قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان وأهمية دورها في مستقبل لبنان وأمنه وإستقراره وإستقرار المنطقة ، ودور هذه القوات في رعاية إتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية كما إتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل اسرائيل خرقه يومياً وتستمر بإحتلالها لأجزاء من الاراضي اللبنانية في الجنوب.
وشدد الرئيس بري أمام لاكروا على أن لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.
الخارجية: الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي لاكروا ولاثارو، والوفد المرافق، وجرى عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان وعمل اليونيفيل ومسألة تمديد ولايتها المرتقب في شهر آب المقبل.
وأكد الوزير رجّي تمسك لبنان ببقاء اليونيفيل وبدورها المهمّ في تحقيق الاستقرار وتثبيت الهدوء في الجنوب، وشدد على أهمية التمديد لها من دون إدخال أي تعديلات على ولايتها. كما أكد إدانة لبنان أي اعتداء اسرائيلي يستهدف القوات الدولية، ورفضه أي تعرّض لعناصرها من قبل لبنانيين وهو أمرٌ قيد المتابعة من السلطات اللبنانية لمحاسبة المعتدين وسوقهم الى العدالة.
وأعرب الوزير رجّي كذلك عن شكر لبنان وتقديره للجنرال لاثارو على الدور الكبير والجهد الذي قام بها لصالح لبنان خلال فترة توليه قيادة اليونيفيل. فيما شكر الجنرال لاثارو لبنان وحكومته ووزارة الخارجية والمغتربين على الدعم الذي قدّموه له ليتمكن من تأدية مهمته.
من جهته، أكد لاكروا أهمية التمديد لقوات اليونيفيل واستمرار تمويل قوات حفظ السلام، وأشاد بالتعاون والتنسيق الكبيرين بين القوات الدولية والجيش اللبناني في جنوب لبنان في سبيل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وبالدور المهم الذي يقوم به الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره في الجنوب وحصر السلاح بيده.
في السراي: من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء، القاضي نواف سلام، اليوم في السراي الحكومي، لاكروا، يرافقه لازارو.
وأشار الرئيس سلام إلى أن وجود اليونيفيل يشكل عاملًا أساسيًا في دعم الاستقرار في لبنان عمومًا، وفي الجنوب خصوصًا، معربًا عن أمله في أن يتم تجديد مهمتها في أقرب وقت ممكن، لافتًا إلى أن الدولة اللبنانية بصدد تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة بهذا الشأن.
كما أكد رئيس الحكومة أهمية المحافظة على الاستقرار في ظل الظروف الراهنة، مكرراً ضرورة منع زج لبنان أو توريطه في المواجهة الإقليمية الدائرة، ومشيرًا إلى أن الجيش اللبناني مستمر في توسيع انتشاره في مناطق الجنوب، التزامًا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وتنفيذ القرار ١٧٠١.
من جهته أكد لاكروا أن الأمم المتحدة تدعم مطالبة لبنان باستمرار عمل اليونيفيل وأن التواصل مستمر مع الجهات المعنية للوصول الى اتفاق بشأن تمديد ولايتها.