

"الوعد" أحيا بقداس عائلي الذكرى ال 23 لاستشهاد إيلي حبيقة ورفاقه
أحيا حزب الوعد وعائلة الوزير والنائب مؤسس الحزب ايلي حبيقة وعائلات الشهداء فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين، الذكرى الثالثة وعشرين لإستشهادهم بقداس عائلي لراحة أنفسهم ، في كنيسة مارت تقلا – الحازمية، شارك فيها النائب آلان عون ورئيس بلدية الحدت جورج عون وهيئة قدامى القوات اللبنانيّة ومؤسسيها. ترأس الذبيحة الإلهية الأب بشارة أبو ملهب يحيط به كاهن الرعية الأب روني معتوق ومعاونه الأب جوزيف نايل.
بعد تِلاوة الإنجيل المقدّس ،
نقل الأب ابو ملهب الى عائلات الشهداء والمشاركين بالذكرى بركة وصلاة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر، وألقى عظةً روحية تحدث فيها عن معنى الشهادة وعظمتها مع السيد المسيح . ثمّ تحدث عن مزايا الوزير الراحل في الفطنة والشجاعة والإقدام والرؤيوية التي كانت تميّزه عن غيره، لا سيما في مشروعه السياسي لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة الحديثة الجامعة منذ الإتفاق الثلاثي منوهاً بنجاحه الباهر في الوزارات التي تحمل مسؤولياتها وعمل على تطويرها وتحديثها وزيادة فاعلياتها وكذلك تميزه في منصبه النيابي ، طالبا الرحمة الإلهية من الله له ولرفاقه الشهداء ( فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين ) ، على أمل أخذ العِبر مما مررنا به للانطلاق الى بناء المستقبل كما (وَعدْ وعَهدْ) الوزير حبيقة ال HK اللقب الأحب على قلوب رفاقه ومعظم اللبنانيين.
وقال:
ايها الاحباء،
نحيي اليوم ذكرى استشهاد ال HK صاحب اللقب الأحب الى قلوبكم وقلوب مريديه مع بداية أمل يبزغ على لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية، وحكومة نرجو ان تكون إصلاحية واعدة، ما يحيي فينا الأمل الذي عشناه يوم وقف إيلي حبيقة وقال بكل حزم أني عزمت على وقف الحرب، وكسر جدران العزل بين اللبنانيين، واسقاط مشروع التقسيم.
لقد قال حينها وفعل: عهدي أن أوقف الحرب، ووعدي ان أبني لبنان الجديد القوي، لبنان التوازن بين مكوناته، لبنان الانماء والحداثة والسلام.
حينها قال وفعل، اتخذ القرار وكان ذلك قبل أربعين عاماً، لكن انعدام الرؤية والأنانية ومحدودية البصيرة والتبصر التي لجأت الى الغدر سبيلًا، مستخدمة أدوات القتل تغلبت على منطق الإنفتاح والإحتضان الجامع ومفهوم الدولة والتسليم لها، قوية قادرة تحمي أبنائها وتحمي لبنان.
بالثقة والقوة والمنطق والإيمان نفسها التي دافع فيها عن مجتمعه، التزمها نهجاً في عمله الوزاري والنيابي، كان الرجل القوى والرؤيوي في المهام التي تولاها وكان رجل الدولة الصنديد في المسؤليات التي تولاها…
أهابه الجميع لا خوفاً بل احتراماً لما يمتلك من مخزون ورؤى، وعد وصدق، لم يرم شعارات بل حمل معول الإنتاج فكان زرعه مثمراً على مجتمعه وفي الوزارات التي تولاها.
إبتعد عن الشعارات والضوضاء، غير المنتجة وغير المجدية ولم يرم مجتمعه المسيحي بالأخص بها، والتي لم نر منها الا غرائز تتناطح وصراعات لم نعرف صدقها من كذبها، وجل ما نراه أناشيد حماسية تعمل على تسعير الغرائز القاتلة للعقول وحلقات دبكة لا تغني عن جوع.
ايها الاحباء، قد يعتقد البعض ان في هذا القول مبالغة اسطورية، لا والف لا، فمن عرف الرجل يعرف أن ما قيل بعضٌ من منظومة متكاملة في رجل وهبه الله رجاحة العقل زاد عليها في سلوكياته وكده وثقافته التي اكتسبها بجهد ذاتي، الواقعية والنظرة الإستشرافية، التي جعلته يأخذ القرار الجريء ويتحمل التبعات على قساوتها…
من عايشه ومن تعرّف على شخصه بالوقائع التاريخية من الجيل الشاب والجديد يدرك ويعترف له انه سعى لتجنيب مجتمعه المسيحي الإنكسار والعزلة والتهميش والخوف على المصير قبل اربعين عاماً، وكان يسعى في ذلك ليس الى تجنيبهم تلك المصائب وحسب، انما لتثبيتهم اسياداً في ارضهم شركاء في بناء الدولة الواحدة الجامعة وشركاء في القرار والتنفيذ، لا رهائن للإنصياع الى جهات وإيديولوجيات تتناقض وتاريخهم وجذورهم، والى طائعين الى أولياء الأمر والأوامر والقبض.
وبعد القداس تقبّلت السيدة جينا حبيقة ورئيس حزب الوعد جو حبيقة وعقيلته وعائلات الشهداء ورفاقهم التعازي من المشاركين في الذكرى.