السويداء تواصل التظاهر ضد الأسد.. والبرلمان الأوروبي يتضامن
واصل أهالي مدينة السويداء السبت، احتجاجاتهم الشعبية المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه لليوم الرابع عشر على التوالي، مرددين هتافات التضامن مع المحافظات السورية.
التظاهرات مستمرة
وأظهر مقطع مصور بثّته شبكة "السويداء24" تجمع العشرات من أبناء المحافظة في ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء، مرددين هتافات تطالب برحيل الأسد ونظامه، وبسوريا حرة.
وشهدت تظاهرة اليوم مشاركة نسائية لافتة، حيث هتفن بعبارات التضامن مع المحافظات السورية كافة ضد الأسد، كما رددن شعارات بطريقة الأهازيج الشعبية مع الرجال في المظاهرات، تطالب الأسد ونظامه بالرحيل.
ورفع المحتجون لافتات مناهضة للأسد ونظامه، ووصفت إحدى العبارات المكتوبة الأسد بتاجر المخدرات، فيما طالبوا في آخرى بإطلاق سراح المعتقلين من سجون أفرعه الأمنية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وكانت ساحة الكرامة قد شهدت الجمعة، أكبر تظاهرة ضد الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية قبل 13 يوماً، شارك فيها لآلاف من أبناء المحافظة.
تضامن أوروبي
وأعلن نواب في البرلمان الأوروبي عن تضامنهم مع الاحتجاجات في السويداء ودرعا وباقي المحافظات، معتبرين أنه على الأسد أن يدرك أن استخدام العنف لا يمكن أن يكون حلاً لقمع رغبة السوريين في الحرية.
وجاء في البيان الذي وقّع عليه 21 نائباً من مختلف الأحزاب والدول الأوروبية: "إننا كأعضاء في البرلمان الأوروبي، نتضامن مع الاحتجاجات السلمية في سوريا، ونؤكد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254".
وقال البيان إن على الأسد أن "ينتبه إلى دروس التاريخ، وأن يدرك أن استخدام العنف لا يمكن أن يكون حلاً لقمع رغبة الناس في الحرية، فالشعوب تصمد والأنظمة تتغير".
وأضاف أنه على الرغم من الجهود اليائسة التي يبذلها نظام الأسد للالتفاف على مطالب الشعب وإنهاء الاحتجاجات، إلا أن المتظاهرين ما زالوا مصرين على مطالبهم، ويتغذى حراكهم المدني من الهاوية الاقتصادية التي يعمقها الفساد المستشري وسوء الإدارة، والسجل المذهل من انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال النواب: "نظراً للظروف السائدة، ينظر العديد من السوريين إلى هذه الأحداث الأخيرة على أنها موجة ثانية للثورة السورية، مما أثار تطلعات متجددة للتغيير الإيجابي والتقدم".
واعتبروا أن احتجاجات السويداء "أعادت الأمل للعديد من السوريين، وأظهرت أن شعلة الثورة السورية لا تزال مشتعلة، وهي تؤكد تصميم السوريين الثابت على الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، من جنوب سوريا إلى شمالها، ومن غربها إلى شرقها".
وأكدوا أنها "بمثابة شهادة واضحة على هذا الصمود الدائم"، واعتبروها موجة جديدة تلخص نسيجاً غنياً من النسيج المجتمعي السوري، والذي يشمل أفراداً من خلفيات عرقية ودينية متنوعة، وهذا يدل على أن الحركة واسعة النطاق بقدر ما هي شاملة.
صرخات تستحق أن تُسمع
من جهتها، اعتبرت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية السبت، أن التظاهرات المنددة بالنظام السوري والمطالبة برحيله، تظهر أن "الوحشية والقمع الشديدين لنظام الأسد لم يتمكنا من كسر شوكة السوريين. وهم يدركون أن نظامهم فاسد وإجرامي إلى حد كبير". وقالت إنهم "يعلمون أن أي أمل في مستقبل أفضل يبدأ بإطاحة الأسد".
وقالت الصحيفة في افتتاحية تحت عنوان: "مستقبل الأسد يجب أن يكون في زنزانة في لاهاي"، إن السوريين يستحقون الدعم في كفاحهم ضد النظام، مشيرة إلى أنه "لأمر مفجع ومذهل أن نرى التظاهرات ضد الديكتاتور السوري بشار الأسد في العديد من المدن السورية في الأيام الأخيرة".
وأضافت "بوليتيكن" أن "صرخات السوريين من أجل الديمقراطية والحياة الأفضل تستحق أن تُسمع، وليس أن يُجابهوا بالبارود والرصاص، فآخر ما تحتاجه سوريا هو حرب أهلية أخرى".
وطالبت بتشديد القبضة قدر الإمكان على النظام السوري بفرض عقوبات وتقديم لوائح اتهامات لارتكابه جرائم حرب. وختمت بالقول: "إن القوس الأخلاقي للكون طويل، ويتجه في اتجاه العدالة، فمستقبل بشار الأسد يجب أن يكون في زنزانة سجن في لاهاي".