Feb 19, 2025 4:15 PMClock
أخبار محلية
  • Plus
  • Minus

عون للسفراء العرب: لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول العربية.. ويؤكد امام والتز ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

المركزية - تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، الذي أكد له "متابعة الإدارة الأميركية التطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها عددا من النقاط الحدودية". 

وأشاد والتز بـ"الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان العمل على تثبيت وقف إطلاق النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا".

وشدد على "أهمية الشراكة اللبنانية - الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة". 

من جهته، شكر الرئيس عون والتز، مؤكدا "الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية واستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701".

وأكد الرئيس عون "الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل".  

السفراء العرب: وأكد الرئيس عون خلال استقباله السلك الدبلوماسي العربي برئاسة عميد السلك سفير دولة فلسطين أشرف دبور، أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي. وشدد على أنه لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في المنطقة الا من خلال موقف عربي موحد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن لا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية.

في مستهل اللقاء، تحدث السفير دبور باسم الوفد، موجهاً التهنئة إلى الرئيس عون بانتخابه، ومتمنياً للبنان الخروج من أزماته الحالية، وخصوصاً في ظل عدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب. 

ونوه بدعم رئيس الجمهورية للقضية الفلسطينية، وباحتضان لبنان للفلسطينيين على أرضه، مؤكداً أنهم سيكونون على الدوام إلى جانب لبنان ومحترمين لسيادته.

وشدد السفير دبور، باسم السفراء العرب في الوفد، على وقوف بلدانهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة، ودعمهم لما تحقق حتى الآن من استكمال الاستحقاقات الدستورية، عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

ثم تحدث عدد من السفراء العرب الحاضرين، فأكدوا على ما ذكره سفير دولة فلسطين، من دعم بلدانهم للبنان في مرحلة النهوض التي يتطلع اليها، معبرين عن أملهم بعودة لبنان للعب دوره الفعال في محيطه.

ورد الرئيس عون شاكراً للدول العربية دعمها للبنان، منوهاً بمشاركة السعودية وقطر ومصر في اللجنة الخماسية التي ساهمت في انهاء الشغور الرئاسي.

وذكَّر الرئيس عون بما قاله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حول أن لبنان هو شرفة العرب، مؤكداً أنه سيعود شرفة العرب بدعم الدول العربية، وجدد التأكيد على أن لبنان لن يكون بعد اليوم منصة للهجوم على الدول الصديقة والشقيقة، ولا سيما الدول العربية.

على صعيد آخر، رأى الرئيس عون أنه لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، الا من خلال موقف عربي موحد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وقال: "كل المنطقة العربية مترابطة ببعضها، ولا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية. فتحدياتنا واحدة، واهتماماتنا يجب ان تكون واحدة، وكذلك الاستفادة من الفرص".

وعن استمرارالاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، أكد أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضنا.  

الرابطة المارونية: واستقبل الرئيس عون ظهر اليوم وفدا من الرابطة المارونية برئاسة رئيسها خليل كرم، وعرض معهم نشاطات الرابطة والأوضاع الراهنة في البلاد.
في مستهل اللقاء، القى كرم الكلمة الآتية: "فخامة الرئيس العماد جوزف عون، نشكر لكم استقبالكم في القصر الجمهوري الذي تَسرُّنا زيارته بعد سنتين وشهرين وخمسة أيام من الشغور في سدة الرئاسة الأولى. 
من دواعي سرورنا أن انتخابَكم تم بتزكية دولية وعربية، وتأييد سياسي وشعبي قلّ نظيره، لما انطوى عليه شخصكم من صفات لا تؤتى الا للرجال الرجال الذين يتصدون للمسؤوليات الجسام بحزم وثاقب بصر وبصيرة. يحدوكم ايمان كبير أن لبنان خلق للحياة وللحقّ، ولن تسمحوا بأن يكْبو ويقع، مهما عصفت به رياح الشر، وانتصبت في وجهه الصعوبات والتحديات.

إن الرابطة المارونية، التي تُمثل البعد الوطني لطائفة مؤسِسة للبنان الكبير، وتضم نُخَباً متقدمة في مجتمعها، تهنئكم وتعلن وقوفها إلى جانبكم في الرحلة الشاقة التي تقطعونها لتعيدوا لبنان إلى ذاته، والى هويته القائمة على الايمان في العيش معا وفي دولة ذات سيادة تحكم بالعدل والقانون، وتضمن المساواة بين ابنائها. في ظل علم واحد يرفرف فوق ربوعها، علم الارز الخالد، وجيش واحد تحت سقف الشرعية. فلا إلغاء ولا إقصاء ولا تهميش ولا إستضعاف أو إستقواء. 
إن الرابطة المارونية التي حازت على الصفة والمصلحة عندما ربحت سنة 2003 دعوى الطعن بمرسوم التجنيس الذي صدر سنة 1994 وننوّه بعمل الرئيس السابق نعمة الله أبي نصر في هذا المضمار، وربحت الدعوى التي أقامتها ضد وزارة العمل سنة 2021 بخصوص العمالة الفلسطينية.
وأخيراً اعتمد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دراسة لجنة الجنسية واللآجئين في الرابطة لمقاربة الموضوع من منطلق وطني وعيّن مستشاراً من قبله ليكون صلة الوصل مع اللجنة الرابطية.
همّ المودعين يؤرق الجميع وتقوم اللجنة الاقتصادية بالتعاون مع إخصائيين لإبعاد شبح شطب الودائع عن الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني.
لن أعدد إنجازات لجان الرابطة فالبحث يطول، بإختصار:
•    لجنة الثقافة أصدرت كتابين عن الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي.
•    لجنة الشؤون الاجتماعية تنظم العرس الجماعي الذي واكبتم تفاصيله عندما كنتم في قيادة الجيش إذ 90 بالمئة من المتزوجين يأتون من الأسلاك العسكرية.
•    لجنة الصحة كان لها دور مميّز في فترة جائحة الكورونا.
•    لجنة التربية ملّمة خاصة بأوضاع الجامعة اللبنانية.
•    لجنة شؤون الموظفين والادارات العامة تلاحق عن كثب وضعنا في إدارات الدولة والأسلاك العسكرية وتنسق مع لابورا.
•    لجنة حقوق المرأة والطفل نشطت على أكثر من صعيد في أوضاع اقتصادية أليمة في مجتمعنا.
•    لجنة المناطق أوصلت مساعدات الى المناطق المنكوبة.
•    لجنة الانتشار أتمّت منصة الكترونية تسّهل التواصل مع الأغتراب الماروني.
•    لجنة الدراسات الدستورية والقانونية أتمّت مشروع تحديث نظام الرابطة.
•    اللجنة السياسية تحضّر دراسة بخصوص قانون إنتخاب عصري لمجلس النواب.
•    لجنة متابعة الشؤون العقارية وأملاك الأوقاف تلاحق التعديات على أملاك الأوقاف والعقارات المارونية.

 إن خطاب القسَم الذي نؤيد مضمونه، وأيّده كل اللبنانيين، هو البوصلة التي حدّدتُم من خلالها معالم الطريق التي يجب سلوكها في عهدكم المَيْمون، للوصول إلى الوطن الذي مَزَج جدودنا وآلاباء العرَق بالدمِ من أجل نقله الى حيّز الوجود القوي والحضور الفاعل. ونحن مطمئنون بأنكم ستكونون خير مؤتمن على تاريخه وجغرافيته. 

ليس للرابطة المارونية اي طلب سوى أن تنجحوا في مسيرتِكم الوطنية والاصلاحية، وتعيدوا الى وطننا نبض الحياة والاستقرار والآمان. وان تصونوا، كما اشَرْتُم في خطاب القسم، هوية لبنان التعددية والثقافية، وانقاذها من عددية وافدة بقوة نخشاها حقا بعد كل الذي نسمعه عن ضغط دولي لتوطين الفلسطينيين في الخارج حيث هم، مما يعني انه يتعين على لبنان شرعنة وجود  مئات آلالاف منهم على أرضنا. وفي حين لا تلوح في الافق بشائر حل لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، على الرغم من سقوط النظام الذي كانوا يعزون اليه سبب نزوحهم الى بلدٍ بالكاد يتسع لابنائه المقيمين الذين تتلقفهم اشداق الهجرة المستدامة.

نشكر لكم ما تبذلون من جهد على المستويين السياسي والدبلوماسي من أجل ضمان انسحاب إسرائيل من البلدات والقرى، والتلال التي تحتلها في جنوب لبنان، والعمليات التدميرية التي تقوم بها دون رادع، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الاممية، هازئة  بالدور الذي تضطلع به الامم المتحدة. وإننا نرى في محاولة إسرائيل إتخاذ إجراءات بشروطها، إنما يهدف إلى خلط الأوراق وإنتاج مشروع فتنة نعوّل على حكمتكم، وما لكم من علاقات دولية وعربية لاجتنابه، من خلال السعي إلى إجلائها من أرضنا، وحصر السلاح بيد الدولة والدولة فقط، لأن ليس لنا سواها بديلا.  

 على كتِفِكم تقوم ورشة استعادة السيادة والإعمار والإصلاح والنهوض بالدولة المتهالكة، ويقيننا انكم لن تُخيّبوا أمال اللبنانيين الذين ينتظرون منكم الكثير. 

فَسِرْ على دروب الانقاذ ولا تتطلع الى الوراء، وستجِدُنا معك جميعا، فيتحقق حلم اشتياقنا إلى لبنان الذي نصبو إليه."

رد الرئيس عون: ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مؤكدا ضرورة وقوف الجميع الى جانب لبنان الوطن وليس الأشخاص، مشددا على دور الرابطة في حث المواطنين على الانخراط بمؤسسات الدولة. وأعاد التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلدهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان واعتبر ان احد وجوه أعباء هذا النزوح  يتمثل بارتفاع نسبة الجريمة في لبنان. 
وجدد الرئيس عون التأكيد انه لن يقبل التفريط بحقوق المودعين  في المصارف اللبنانية وان الحل  لهذه القضية سيكون مشتركا بين الدولة وجمعية المصارف والمودعين. ودعا  الى تضافر الجهود في سبيل إعادة النهوض بالبلد من جديد معتبرا ان مصلحة لبنان هي فوق كل اعتبار

وان لا اقصاء لاحد لان ما حصل في الأشهر الأخيرة انعكس على لبنان بأكمله وليس على طائفة او فئة على حساب أخرى. وذكر بقول الامام المغيب السيد موسى الصدر "الطوائف نعمة لكن الطائفية نقمة"  مشددا على ان لبنان الدولة هو الذي يحمي كل الطوائف وليس العكس.

وتابع رئيس الجمهورية:" علينا في المرحلة المقبلة اثبات اننا في صدد بناء الدولة الحديثة والمتطورة التي تحكمها المساواة ويعيش فيها المواطنون بكرامتهم، في ظل إصلاحات مالية واقتصادية وقضائية لنفسح في المجال امام مساعدة الخارج لنا، مشددا على ضرورة ان يبقى اللبنانيون موحدين  من  دون ان يستجلبوا الخارج الى الداخل. وقال "لنكن كلبنانيين ابعادا داخلية في الخارج وليس ابعادا خارجية في الداخل لا سيما وان ما حصل في الجنوب اثر سلبا على كل لبنان ولا صحة اطلاقا بان الطائفة الشيعية محاصرة لأننا كلنا جسم واحد وبيئة واحدة دفعنا ثمن الحرب ونواجه معا التحديات، والثقة داخل المجتمع اللبناني هي الأساس"، مؤكدا على ضرورة تحييد لبنان عن سياسة المحاور.

وقال: "ان لبنان يستأهل اللبنانيين النوابغ الذين يهاجرون الى الخارج الجاهزين للعودة للاستثمار في ربوعه اذا ما قدمنا لهم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والقضائي".  

وأعاد الرئيس عون  التشديد على ان حرية التعبير مقدسة شرط ان تكون سلمية، وان التظاهر يتم وفق القوانين والمواثيق الدولية لكن قطع الطرقات والتعدي على المواطنين امر غير مقبول، معتبرا ان الامن خط احمر على كافة الأراضي اللبنانية وليس في منطقة معينة فحسب، وان التجاوزات التي حصلت قبل أيام والاعتداء على الجيش والمواطنين ممارسات مرفوضة ولن تتكرر.

الوزير السابق ناصيف حتي: وفي قصر بعبدا الوزير السابق ناصيف حتي الذي عرض مع الرئيس عون الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

مديرعام مرفأ بيروت: كذلك استقبل الرئيس عون رئيس مجلس إدارة ومدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني الذي اطلعه على الحركة في المرفأ والإجراءات التي اتخذت لإزالة آثار الانفجار الذي وقع في 4 آب 2020.

والتز: وتلقى رئيس الجمهورية إتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأميركي السيد مايكل والتز الذي اكد له متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية وإستمرار إحتلالها لعدد من النقاط الحدودية. 
وأشاد السيد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الإنتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكدا ان الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا. وشدد على أهمية الشراكة اللبنانية-الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة. 
من جهته، شكر الرئيس عون السيد والتز، مؤكدا على الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي  من النقاط المتبقية وإستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701. وشدد الرئيس عون على الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل.  
وفد "دورة شهداء الجيش" 1985: الى ذلك، التقى رئيس الجمهورية، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدأ من "دورة شهداء الجيش" 1985، تحدث بإسمهم اللواء أمين العرم فقال: "شرفني رفاق الدورة بإلقاء هذه الكلمة بمناسبة انتخابكم رئيسًا للجمهورية، فهنيئًا لكم هذا المنصب، وهنيئًا للشعب اللبناني هذه الفرصة التاريخية التي تشهد توليكم سدة الرئاسة في ظل هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن. فانتخابكم تعبير صادق عن إيمان الشعب اللبناني العميق بقيادتكم الحكيمة، والصلبة، التي قادت المؤسسة العسكرية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في أصعب الأوقات التي مرت بها البلاد".
أضاف: "فخامة الرئيس، شهداء الجيش شعار لطالما واكبنا خلال مسيرتنا العسكرية في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء. مسيرة تعمدت بالدم والشهادة من خلال تضحيات رفاقنا الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم على مذبح الوطن ذوداً عن ترابه ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه. هذه الدورة التي تميزت بنخبها وانتجت ضباطاً اختطفتهم المناصب القيادية والامنية لمهنيتهم العالية، فشغلوا اهم المواقع في قيادة الجيش والمجلس العسكري وامن الدولة، وكنتم فخامتكم على مر هذه السنوات الى جانبهم تواجهون الاخطار والتحديات بارادة صلبة وعزم لا يلين. فغلَّبتم دائماً مصلحة الوطن وابنائه وكانت قيادتكم المبنية على أسس العدالة، والشفافية ونكران الذات بمثابة الضوء الذي ينير الطريق نحو مستقبل مشرق."
وقال: "إن توليكم هذا المنصب، يأتي نتيجة ثقة الشعب في قدرتكم على قيادة البلاد نحو بر الأمان في ظل التحديات الكثيرة والمعقدة التي نواجهها، ولأنكم أثبتم أنكم رجل دولة، قائد مخلص لوطنه، ومثال يحتذى به في الإخلاص والتضحية. فمسيرتكم الوطنية المشرِّفة في خدمة لبنان، وعطاءاتكم في سبيل أمنه واستقراره، هي خير دليل على ما تمثِّلون من قيم البطولة والكرامة. ونحن اليوم نحتفل بانتخابكم رئيسًا للبنان، وقلوبنا مليئة بالفخر والاعتزاز بكم".
وتابع: "فخامة الرئيس، لقد شكَّل خطاب القسم نقلة نوعية في السياسة وإرادة الإصلاح والنهوض، وكان محط تأييد على المستويين الداخلي والخارجي، فالوطن اليوم بحاجة إلى ورشة وطنية شاملة، تعي أهمية بناء الدولة، دولة قوية تحرص على مواكبة انسحاب العدو الإسرائيلي من كامل اراضيها، دولة تقوم على المؤسسات الفاعلة والقادرة على أداء دورها بكفاءة وشفافية، لضمان تقديم الامثل للمواطنين بما يتماشى مع تطلعاتهم وطموحاتهم. دولة تحرص على محاربة الفساد، وإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وإقرار مشاريع القوانين المتعلقة باسترداد أموال المودعين والتعويض للذين احيلوا على التقاعد منذ خمس سنوات تقريباً. دولة تحترم مبدأ فصل السلطات واستقلالية القضاء، فالقضاء المستقل هو الضمانة لتحقيق العدالة بكل أشكالها، يحفظ حقوق الأفراد ويحمي حرياتهم. دولة تقدر تضحيات العسكريين وتؤسِّس لمفهوم جديد في تحقيق التوازن بين رواتب موظفي الدولة والسلكين العسكري والامني، خاصة أن تضحيات العسكريين لا تقارن بالمدنيين، وتسعى الى اقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة عادلة، تؤمن رفاهية العيش الكريم ونحن على يقين انكم "قدَّها وزيادة". وأن عهدكم سيكون بداية مرحلة جديدة من التقدم والازدهار." 
وختم بالقول: "باسمي واسم ضباط "دورة شهداء الجيش" الحاضرين منهم والذين لم تسمح لهم الظروف بالحضور، سنبقى إلى جانبكم بكل طاقاتنا جاهزين في خدمة الوطن، ونتقدم منكم بخالص التهنئة لتوليكم هذا المنصب الذي تستحقونه، سائلين الله أن يوفِّقكم في مهمَّتكم الوطنية، وكلنا أمل بأن الإنجازات العظيمة التي يتطلَّع اليها شعبنا سوف تتحقق في عهدكم، وأن السلام والاستقرار سيعمَّان أرجاء الوطن. وكلنا ثقة بأن فخامتكم قادر على بناء وطن حر، يحظى فيه المواطن بالعدالة الاجتماعية والحرية والسيادة. عشتم عاشت الدورة ٥٦ عاش الجيش، عاش لبنان."
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد وشاكرا لأعضائه تهنئتهم له، وقال: "إن هذه الدورة قدمت شهداء كما قدمت نخبة ضباطها في مواقع قيادية، وانا افتخر انني انتمي إليها." 
    وإذ شدد على "ان مؤسسة الجيش هي التي أوقفت هذا الوطن على رجليه،" فإنه أشار الى "ان عمل الجيش متكامل كفريق، ولولا تضحيات الضباط والأفراد لما بقي لبنان. ولقد بقي الجيش متماسكا لأن هناك قناعة باتت راسخة عند الجميع مفادها ان هذه المؤسسة جامعة وإيمانها هو بلبنان. وأنتم تعرفون ان الذين إستشهدوا من أفراد هذه المؤسسة هم من ابناء كافة الطوائف والأطياف، والمثال الأحدث هو ال48 شهيدا من الجيش الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي الأخير. فإبن عكار إستشهد في الجنوب، وإبن البقاع أصيب ايضا في الجنوب." 
    وإعتبر الرئيس عون "ان الظروف الصعبة التي نجتازها جعلت الجيش اقوى وأقوى. وأنتم سفراء لهذه المؤسسة أينما كان"، مشددا "على ان التضحيات التي تقدمها المؤسسة العسكرية لا تقاس. وما من احد على إمتداد مساحة لبنان يقدم تضحيات بالقدر الذي تقدمه هذه المؤسسة. وأنا زرت القوى التي كانت منتشرة في الجنوب إبَّان العدوان الإسرائيلي، ثلاث مرات، وعاينت مدى بطولة ضباطها وافرادها وصمودهم على الرغم من ضراوة القصف وإصاباتهم. وهذا يدل على مدى إيمانهم بهذه المؤسَّسة وببلدهم."

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o