"الخماسية" أصيبت بلعنة لبنانية
عدنا الى المربع الأول، وبات المشهد على النحو الآتي: الدول الاعضاء في اللجنة الخماسية التي تحاول مساعدة لبنان على ايجاد حل للاستحقاق الرئاسي المعطّل، أصيبت بلعنة لبنانية، وراح كلّ يغني على ليلاه. تحولت اللجنة الخماسية الى سوق عكاظ تتضارب فيها المصالح والحسابات. القوى السياسية المحلية التي تقاسمت وتحاصَصت وهدرت وخالفت الدستور ودمرت البلد ومؤسساته وسَطَت على اموال الشعب من دون أي محاسبة، ما زالت تتشارك تعطيل البلد وقهر الناس، بعدما تخلّت عن مسؤولياتها وتركت مسألة سيادية كبرى كانتخاب رئيس للجمهورية في يد الخارج، بحسب "الجمهورية".
ومن المفارقة أنّ الفريق الذي يرفع شعار السيادة بمناسبة وبلا مناسبة، ترك أمر الرئاسة السيادية الى الخارج عندما رفض مبدأ الحوار الداخلي، من دون أي يقدم أي طرح بديل. وبما ان المواقف على هذه الحال من العناد والمكابرة وقصر النظر تمسّكاً بمصالح ومكتسبات شخصية وفئوية، وتغطيتها بشعارات ذهبية مضللة، فإن هذه المراوحة قد تدوم وتدوم حتى الانهيار الكامل وانحلال الدولة.
في هذا الوقت، يهاجر اللبنانيون ويتدفق النازحون وتستمر ثرثرة المسؤولين في كلام فارغ، ويتعرض الامن الى اهتزازات بالجملة والمفرق، ساعة في مخيم عين الحلوة، وساعة بإطلاق نار على سفارة الولايات المتحدة الاميركية في عوكر، ناهيك عن جنون تفشّي جرائم القتل المتنقلة.
هذا هو الواقع المؤلم الذي يراه العالم كله ويعمى عنه حفنة من السياسيين لم يكتفوا بما ارتكبت أيديهم على مدى سنوات وسنوات في حق البلد وأهله.